الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4678 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي رحمه الله: " وبهذا كله نأخذ .

4679 - وليس يخالف حديث ابن مسعود حديث ذي اليدين، وحديث ابن مسعود في الكلام جملة، ودل حديث ذي اليدين، على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرق بين كلام العامد، والناسي، لأنه في صلاة، أو المتكلم، وهو يرى أنه أكمل الصلاة.

4680 - فخالفنا بعض الناس، وقال: حديث ذي اليدين، حديث ثابت، ولكنه منسوخ.

4681 - فقلت: ما نسخه؟ قال: حديث ابن مسعود.

4682 - فقلت له: والناسخ، إذا اختلف الحديثان، الآخر منهما؟ قال: نعم .

[ ص: 307 ] 4683 - فقلت له: ألست تحفظ في حديث ابن مسعود هذا أن ابن مسعود مر على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال: فوجدته يصلي في فناء الكعبة ، وأن ابن مسعود هاجر إلى أرض الحبشة، ثم رجع إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد بدرا؟ قال: بلى.

4684 - فقلت له: فإذا كان مقدم ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم، مكة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كان عمران بن حصين يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم، أتى جذعا في مؤخرة المسجد، أليس يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يصل في مسجده إلا بعد هجرته، من مكة؟ قال: بلى.

4685 - قلت: فحديث عمران، يدلك على أن حديث ابن مسعود ليس بناسخ لحديث ذي اليدين ".

4686 - قال الشيخ أحمد: أما ما قال: من ورود ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، ووجوده إياه يصلي في فناء الكعبة ، فلعله في بعض طرق حديث ابن مسعود بلغه، وبلغ خصمه، حيث لم ينكره، وكانوا يومئذ أعرف بالحديث ممن ينصر خصمه بعده، ومعناه موجود فيما ذكره بعده من أمر الهجرة، وما ذكر من هجرة ابن مسعود إلى أرض الحبشة، ورجوعه منها إلى مكة، ثم هجرته إلى المدينة، وشهوده بدرا، فهو في مغازي موسى بن عقبة، وهي أصح المغازي، عند أهل العلم، والحديث.

4687 - ويشهد لقوله هذا بالصحة رواية أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن مسعود قال: " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى النجاشي، ونحن ثمانون رجلا، فذكر القصة، وقال في آخرها: فجاء ابن مسعود، فبادر، فشهد بدرا " .

[ ص: 308 ] 4688 - ولا أعلم خلافا بين أهل المغازي في شهود ابن مسعود، بدرا.

4689 - وحديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين كان بعده.

4690 - وأما ما قال في حديث عمران من أمر الجذع في المسجد، فلعله في رواية عبد الوهاب: دخوله في الحجرة وفي رواية ابن علية: دخوله في منزله، وأبو هريرة ، أحفظ من عمران.

4691 - وقد روينا في حديث سفيان بن عيينة عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: "ثم أتى جذعا في قبلة المسجد".

4692 - وروينا معناه في حديث حماد بن زيد، عن أيوب.

4693 - وفي حديث ابن عون عن ابن سيرين.

4694 - قال الشافعي في الإسناد الذي ذكرنا: وأبو هريرة ، يقول: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" قال: فلا أدري ما صحبة أبي هريرة.

4695 - قال الشافعي: أبو هريرة إنما صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر.

التالي السابق


الخدمات العلمية