الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3829 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا يحيى بن محمد الحناني قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا حميد، عن الحسن، عن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، "يسكت سكتتين، إذا دخل في الصلاة، وإذا فرغ من القراءة" .

[ ص: 91 ] 3830 - فأنكر ذلك عمران بن حصين على سمرة، فكتبوا إلى أبي بن كعب، فسألوه عن ذلك، فكتب إليهم: أن صدق سمرة.

3831 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن أبي كثير قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، فذكر معنى هذا الحديث، دون بيان السكتتين، قلنا لقتادة: ما السكتتان؟ قال: سكتة حين يكبر، والأخرى حين يفرغ من القراءة عند الركوع.

3832 - ثم قال مرة أخرى: سكتة حين يكبر، والأخرى إذا قال: ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) .

3833 - قال الشيخ أحمد البيهقي: ولا يسكت في الركعة الثانية، قبل القراءة حتى يفرغ من الفاتحة.

3834 - ففي الحديث الثابت عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة، ولم يسكت".

3835 - ويحتمل أن يكون المراد به، لم يسكت سكوته في الركعة الأولى.

3836 - وأما في الركعة الأولى بين التكبير، والقراءة، ففي الحديث الثابت عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كبر في الصلاة، سكت هنية، قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت، وأمي، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، ما تقول؟ قال: " أقول: اللهم باعد بيني، وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق، والمغرب [ ص: 92 ] ، اللهم نقني من خطاياي، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد ".

3837 - وفي هذا دلالة على أن من ترك الجهر بالقراءة، خلف الإمام يسمى: ساكتا منصتا لقراءة الإمام، وإن كان يقرأ في نفسه، وبالله التوفيق.

[ ص: 93 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية