الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
60 - الجلوس بين السجدتين

3580 - احتج الشافعي في وجوبه، ووجوب الاستواء فيه، بحديث رفاعة بن رافع، وقد مضى ذكره.

3581 - قال في الإملاء: والقعود من السجدة، التي يرجع منها إلى السجدة على العقبين.

3582 - وقال في كتاب البويطي: ويجلس المصلي في جلوسه بين السجدتين، على صدور قدميه، ويستقبل بصدور قدميه القبلة، وكذلك روي.

3583 - ولعله أراد بما روي في، ذلك ما أخبرنا أبو صالح العنبري قال: وأخبرني جدي يحيى بن منصور قال: حدثنا أحمد بن سلمة قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن رافع قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع طاوسا، يقول: قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين، فقال: "هي السنة" فقلنا له: إنا لنراه جفاء بالرجل، فقال ابن عباس: "بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم" [ ص: 38 ] رواه مسلم في الصحيح، عن الحسن بن علي الحلواني، عن عبد الرزاق.

3584 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس بن يعقوب قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: أخبرنا عبد الوهاب، عن عطاء قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن عطاء بن أبي رباح قال: " كانت العبادلة الثلاثة، يقعون في الصلاة: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير ".

3585 - قال: "وأظن منهم عبد الله بن صفوان".

3586 - قال الشيخ أحمد: وقد روينا عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان "ينهى عن عقب الشيطان".

3587 - وروينا عن سمرة، وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى عن الإقعاء في الصلاة".

3588 - ويحتمل أن يكون حديث عائشة في القعود للتشهد، وحديث سمرة، وغيره في الإقعاء، الذي فسره أبو عبيد، حكاية عن أبي عبيدة، وهو جلوس الإنسان على أليتيه، ناصبا فخذيه، مثل إقعاء الكلب، والسبع .

[ ص: 39 ] 3589 - والمراد بما روينا عن ابن عباس، أن يضع، أطراف أصابع رجليه على الأرض ويضع أليتيه على عقبيه، ويضع ركبتيه بالأرض.

3590 - وفي هذا جمع بين الأخبار.

3591 - وقد قال الشافعي في كتاب استقبال القبلة: "إذا رفع من السجود، لم يرجع على عقبيه، ويثني رجله اليسرى، وجلس عليها كما يجلس في التشهد الأول".

3592 - أخبرناه أبو سعيد قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع، عن الشافعي، فذكره.

3593 - وقد روينا في حديث محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرفع رأسه، يعني من السجدة الأولى، ويثني رجله اليسرى، فيقعد عليها.

التالي السابق


الخدمات العلمية