الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
120 - نسيان القراءة

4782 - أخبرنا أبو زكريا، وأبو بكر، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن عمر بن الخطاب صلى بالناس المغرب، فلم يقرأ فيها، فلما انصرف، قيل له: ما قرأت قال: "كيف كان الركوع، والسجود؟"، قالوا: حسنا قال: "فلا بأس".

4783 - قال الشافعي: في رواية أبي سعيد في كتاب اختلافه ومالك: وقد رويتم هذا عن عمر وصلاته بالمهاجرين، والأنصار، فكيف خالفتموه، يريد أصحاب مالك؟ قال الشافعي: فإن كنتم، إنما ذهبتم إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة إلا بقراءة"، فينبغي أن تذهبوا في كل شيء هذا المذهب، فإذا جاء شيء، عن النبي صلى الله عليه وسلم لم تدعوه لشيء خالفه غيره، كما قلتم هاهنا، وذكر كلاما آخر.

4784 - وكان في القديم، يقلد عمر رضي الله عنه في هذا، ويقول: القراءة تسقط عمن نسي .

[ ص: 328 ] 4785 - فقيل له: روي عن عمر، أنه أعاد الصلاة.

4786 - قال الشافعي: رويته عن الشعبي، وإبراهيم، مرسلا.

4787 - ورويناه عن أبي سلمة، يحدث بالمدينة وعند آل عمر، لا ينكره أحد.

4788 - وقد رويناه عن غير أبي سلمة.

4789 - قال الشافعي: أخبرنا رجل، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه، أن عمر صلى المغرب، فلم يقرأ، فقال: "كيف كان الركوع والسجود؟"، قالوا: حسنا قال: "فلا بأس".

4790 - قال الشيخ أحمد: حديث أبي سلمة، أيضا مرسل، وكذلك حديث محمد بن علي مرسل.

4791 - وقد روى يونس، عن عامر وهو الشعبي عن زياد يعني ابن عياض، عن أبي موسى قال: "صلى عمر، فلم يقرأ، فأعاد".

4792 - وهذه الرواية موصولة.

4793 - ورواه أيضا أبو معاوية عن الأعمش، عن إبراهيم، عن تمام: أن عمر، "صلى المغرب، ولم يقرأ، فأعاد".

4794 - وهي موافقة للسنة في وجوب القراءة، وللقياس في أن الأركان لا تسقط بالنسيان، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية