الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 132 ] فصل .

        فيمن يستنيبه الإمام .

        192 - قد انقضى بنجاز هذه الفصول مبلغ غرضنا في ذكر ما تنعقد به الإمامة أولا ، وذكر صفات الأئمة ، ونعوت الذين يتولون عقد الإمامة ، وهم المسمون أهل الحل والعقد ، ثم ذكرنا ما يطرأ على الأئمة في الصفات التي تؤثر في الانخلاع ، أو تسلط على الخلع .

        193 - ونحن نرى الآن أن نذكر من يستنيبه الإمام في مكر الدهور ، ويوليه مقاليد الأمور ، ونوضح مراتبهم ومناصبهم ، وما يقتضيه كل منصب من الخلال والخصال ، فإن غرضنا [ ص: 133 ] لا يفضى إلى قصاراه ، ولا يبلغ منتهاه ، ما لم نمهد في الولاة أجمعين قواعد تنبه على صفات الحماة ، على تباين الرتب والدرجات ، حتى إذا انتهى الناظر إليها ، وانجرت المقدمات إلى فرض خلو الأرض ومن عليها من المستجمعين لأوصاف الولاة ، واستبان مواقع الكلام ، وتفطن لمواضع المغزى والمرام ، كان خوضه في مقصود الكتاب على بصيرة ، إذا جرى على هذه الوتيرة .

        194 - فليقع الخوض في تقاسيم المستنابين ممن يرتبه الإمام بمقام على أنحاء وأقسام ، ونحن نبغي ضبطها ، وجمعها وربطها ، على إتقان وإحكام . إن شاء الله عز وجل .

        195 - فالذي ينصبه الإمام ينقسم إلى من يحل محل الإمام في جميع الأمور استيعابا ، وإلى من لا ينزل منزلته في جميع الأحكام ، بل يختص بتولي بعضها .

        [ ص: 134 ] 196 - فأما من يستقل بجملة الأحكام المرتبطة بالأئمة ، فينقسم إلى من يوليه الإمام عهد الإمامة بعد وفاته ، وإلى من يقيمه مقام نفسه في حياته .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية