الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        313 - فأما فصل الخصومات فمن أهم المهمات ، ولولاه لتنازع الخلق ، وتمانعوا وتدافعوا ، فليرتب الإمام لها القضاة ، ثم القول في أحكامهم ، مستقصى في كتاب مفرد من الفقه .

        [ ص: 214 ] 314 - وأما زجره الغواة ، وردع الطغاة ، بضروب العقوبات ، فنبسط القول فيه قليلا في أحكام الإيالات ، فنقول : القول في ذلك ينقسم إلى الزجر بنصب القتال ، وإلى إقامة عقوبات ونكال على آحاد من الرجال . فأما القتال ، فالقول فيه يتعلق بقتال أهل البغي ، وتفصيل صفاتهم ، وحالاتهم ، ودفعهم عن البلاد التي احتووا عليها بتقديم العذر أولا ، وبالمباحثة عما نقموه ، وإسعافهم بمناهم ، إن دعوا إلى حق ، وادعوا على صدق ، وإبانة حيدهم عن سنن الصواب ، إن عرتهم شائبة الارتياب .

        فإن أبوا آذنهم بحرب . كل ذلك مذكور مشهور .

        315 - ويتعلق القتال بقطاع الطرق والراصدين للطارقين ، والمجاهدين بشهر الأسلحة ، وذلك مقرر في باب القطاع ، بما فيه أكمل إقناع .

        وكل من امتنع عن الاستسلام للإمام والإذعان لجريان الأحكام ، فإن لم يكن مع الامتناع منعة وشوكة ، اقتهر على الطاعة ، وموافقة الجماعة .

        [ ص: 215 ] وإن استظهر الممتنعون بشوكة دعوا إلى الطاعة ، فإن عادوا فذاك ، وإلا صدمهم الإمام بشوكة تفض صدمتهم ، وتفل غربهم ومنعتهم .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية