الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        197 - فأما من يوليه العهد بعد وفاته ، فهذا إمام المسلمين ، ووزر الإسلام والدين ، وكهف العالمين ، وأصل تولية العهد ثابت قطعا مستند إلى إجماع حملة الشريعة ، فإن أبا بكر خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما عهد إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - وولاه الإمامة بعده ، لم يبد أحد من صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكيرا ، ثم اعتقد كافة علماء الدين تولية العهد مسلكا في إثبات الإمامة في حق المعهود إليه المولى ، ولم ينف أحد أصلها أصلا ، وإن كان من تردد وتبلد ، ففي صفة المولى أو المولي ، فأما أصل العهد ، فثابت باتفاق أهل الحل والعقد . ثم تكلم العلماء في تفاصيل تولية العهود ، وانتهوا إلى كل مقصود .

        [ ص: 135 ] 198 - ونحن نوضح مما أوردوه عيونه ، ونصف ضروب الكلام وفنونه ، ونوضح القطعيات والمسائل المظنونة .

        199 - فالمقطوع به أصل التولية ، فإنه معتضد متأيد بالإطباق والوفاق ، والإجماع الواجب الاتباع ، وفي الإجماع بلاغ في روم القطع وإقناع . ولكن معنى تصحيح التولية واضح في مسالك الإيالة ، فلا بد من التنبيه له .

        فإذا كانت الإمامة تنعقد باختيار واحد أو جمع من المختارين ، كما سبق تفصيله ، وتحقق تحصيله ، فالإمام الذي هو قدوة المسلمين ، وموئل المؤمنين ، وقد مارس الأمور وقارع الدهور ، وخبر الميسور والمعسور ، وسبر - على مكر العصور - النقائص والمزايا ، ودان طبقات الخلق والرعايا ، وهو في استمرار سلطانه ، واستقرار ولايته في زمانه ، أولى بأن ينفذ توليته ، [ ص: 136 ] ويعمل خيرته . فإذا هذا معلوم قطعا .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية