الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( فإن لم يحسن الفاتحة وضاق الوقت عن تعلمها قرأ قدرها في عدد الحروف ) هذا أحد الوجوه قدمه في الهداية ، والخلاصة ، والهادي ، والتلخيص ، والرعايتين ، والحاويين ، وإدراك الغاية ، وتجريد العناية ، وأنكر بعضهم هذا الوجه ، وعلى تقدير صحته ضعفه ، وقيل : يقرأ قدرها في عدد الحروف والآيات ، وهو المذهب جزم به في الوجيز ، والمنور ، والمنتخب . قال الشارح : وهو أظهر وصححه المجد في شرحه وتصحيح المحرر واختاره القاضي ، وابن عقيل وقدمه في الفروع ، والنظم .

( وقيل : يقرأ قدرها في عدد الآيات من غيرها ) قدمه في مسبوك الذهب ، وأطلقه هو والأول في المذهب ، وأطلق هذا والذي قبله في المستوعب ، والكافي ، والمغني ، والمحرر ، وابن تميم ، والفائق ، وفي بعض نسخ المقنع : قرأ قدرها في عدد الآيات من غيرها ، وفي عدد الحروف وجهان [ ص: 52 ] وقيل : يقرأ بعدد حروفها وآياتها جزم به في الإفادات واختاره بعض المتأخرين ، وقيل : يجزئ آية .

تنبيه : ظاهر قوله قرأ قدرها إذا ضاق الوقت عن تعلمها أنه يسقط تعلمها إذا خاف فوات الوقت ، وهو صحيح ، وهو المذهب ، وعليه الجمهور ، وقال الشيرازي : لا يسقط تعلمها لخوف فوات الوقت ، ولا يصلي بغيرها ، إلا أن يطول زمن ذلك .

قوله ( فإن لم يحسن إلا آية كررها بقدرها ) على الخلاف المتقدم . وهذا المذهب ، وعليه جمهور الأصحاب ، سواء كانت الآية من الفاتحة أو من غيرها ، ويحتمله كلام المصنف ، وعنه يجزئ قراءتها من غير تكرار اختارها ابن أبي موسى ، وقيل : يقرأ الآية ، ويأتي بقدر بقية الفاتحة من الذكر ، وقال ابن منجى في شرحه : يحتمل قوله فإن لم يحسن إلا آية أن تكون من الفاتحة ، ويحتمل أنه أراد من غيرها ، وما قلناه من الاحتمال الأول : أعم وأولى .

التالي السابق


الخدمات العلمية