الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3362 ) فصل : والشروط في الرهن تنقسم قسمين ; صحيحا وفاسدا ، فالصحيح مثل أن يشترط كونه على يد عدل عينه ، أو عدلين ، أو أكثر ، أو أن يبيعه العدل عند حلول الحق . ولا نعلم في صحة هذا خلافا ، وإن شرط أن يبيعه المرتهن ، صح . وبه قال أبو حنيفة ومالك وقال الشافعي : لا يصح ; لأنه توكيل فيما يتنافى فيه الغرضان ، فلم يصح ، كما لو وكله في بيعه من نفسه .

                                                                                                                                            ووجه التنافي أن الراهن يريد الصبر على المبيع ، والاحتياط في توفير الثمن ، والمرتهن يريد تعجيل الحق ، وإنجاز البيع . ولنا ، أن ما جاز توكيل غير المرتهن فيه ، جاز توكيل المرتهن فيه ، كبيع عين أخرى ، ولأن من جاز أن يشترط له الإمساك ، جاز اشتراط البيع له ، كالعدل ، ولا يضر اختلاف الغرضين ، إذا كان غرض المرتهن مستحقا له ، وهو استيفاء الثمن عند حلول الحق ، وإنجاز البيع ; وعلى أن الراهن إذا وكله مع العلم بغرضه ، فقد سمح له بذلك ، والحق له ، فلا يمنع من السماحة به ، كما لو وكل فاسقا في بيع ماله وقبض ثمنه .

                                                                                                                                            ولا نسلم أنه لا يجوز توكيله في بيع شيء من نفسه ، وإن سلمنا ، فلأن الشخص الواحد يكون بائعا مشتريا ، وموجبا ، قابلا ، وقابضا من نفسه لنفسه بخلاف مسألتنا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية