الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3538 ) فصل : وإن تنازع صاحب العلو والسفل ، في حوائط البيت السفلاني ، فهي لصاحب السفل ; لأنه المنتفع بها ، وهي من جملة البيت ، فكانت لصاحبه . وإن تنازعا حوائط العلو ، فهي لصاحب العلو ; لذلك . وإن تنازعا السقف ، تحالفا ، وكان بينهما . وبهذا قال الإمام الشافعي : وقال أبو حنيفة : هو لصاحب السفل ; لأن السقف على ملكه ، فكان القول قوله ، كما لو تنازعا سرجا على دابة أحدهما ، كان القول قول صاحبها ، وحكي عن مالك ، أنه لصاحب السفل .

                                                                                                                                            وحكي عنه ، أنه لصاحب العلو ; لأنه يجلس عليه ، ويتصرف فيه ، ولا يمكنه السكنى إلا به . ولنا ، أنه حاجز بين ملكيهما ، ينتفعان به ، غير متصل ببناء أحدهما اتصال البنيان ، فكان بينهما ، كالحائط بين الملكين . وقولهم : هو على ملك صاحب السفل . يبطل بحيطان العلو ، ولا يشبه السرج على الدابة ; لأنه لا ينتفع به غير صاحبها ، ولا يراد إلا لها ، فكان في يده . وهذا السقف ينتفع به كل واحد منهما ; لأنه سماء صاحب السفل يظله ، وأرض صاحب العلو تقله ، فاستويا فيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية