الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                الثالثة ، في الكتاب : إذا قلت : أقرضتك . وقال : أودعتنيه وتلف المال ، صدقت ، لأن خروج مالك بيدك لا على وجه يضمن خلاف الظاهر ، ولو قلت : سرقته أو غصبته صدق ولا يضمن ، لأن الأصل عدم العدوان ، ولو قلت : قضيتك إياه من دينك أورددته من قراضك ، وقال : أودعتنيه وضاع مني ، صدقت مع يمينك ، لأن خروج مالك بيدك لا على وجه الضمان خلاف الأصل ، وإذا بعث بألف وقال : هي دينك وإن الألف الذي هو وديعة عندي تلفت ، وقلت : بل المبعوث الوديعة ، صدق كما يصدق في ذهاب الوديعة ، قال ابن يونس : إذا اختلفتما في الوديعة والقرض صدقت ، لأنه معترف بوضع يده ، مدع طرح الضمان عليه ، وقال أشهب : يصدق ولا يؤاخذ أحد بغير ما أقر به ، والأصل : عدم الضمان ، وقال بعض الفقهاء في دعواك الغصب : إنما ذلك إذا ادعيته على من لا يليق به فصار مدعيا لما يشبه . وأنت لما لا يشبه ، وإلا فالقول قولك لدعواك ما يشبه ، كدعواك القرض على جملة الناس ، وقال أشهب : في اختلافكما في المدفوع لك هل دين أو وديعة ؟ إن دفع لك ببينة صدق ، وإلا صدقت ولا يخرج من الدين إلا ببينة ، قال ابن يونس : وهذا إذا دفعت إليه الوديعة بغير بينة ، فإذا رد بغير بينة دل ذلك على أنه الوديعة ، لأن الإشهاد لا يلزمه ، وإن رد ببينة دل على أنه القرض إذ لا يبرأ منه إلا ببينة ، ووجب الرد ببينة لتعين قول ابن القاسم ، قال اللخمي : إذا قلت : أقرضتك ، وقال : أودعتني ، والقابض ممن لا يودع غالبا ويحتاج إلى السلف ، ترجح قول مالك ، وفي العكس يصدق هو .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية