الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                السبب التاسع

                                                                                                                التقصير في الإشهاد كالرد إذا قبض ببينة وقد تقدم في أول الفصل الثاني من العاقبة الأولى ، ذكر هذا ومخالفة الأئمة لنا ووجه الحجة عليهم ونذكر هاهنا ما يتعلق بهذا السبب مما لم يذكر هنالك ، قال صاحب المقدمات : إذا قبض ببينة يكون قد ائتمنه على الحفظ دون الرد فيصدق في الحفظ الذي أؤتمن عليه دون الرد الذي لم يؤتمن عليه ، قاله مالك وجميع أصحابه إلا رواية عن ابن القاسم في دعوى المستأجر رد ما استأجره من العروض فيصدق ، قبض ببينة أم لا ، ولا فرق بين المستأجر والمودع عنده ، وقد تأول عليه أصبغ أنه فرق بين القراض والوديعة وبين المستأجر من العروض في دعوى الرد إذا قبض ببينته ، ووقع في النوادر لابن القاسم ما ظاهره تأويل أصبغ عليه ، والصحيح التسوية بل المستأجر أولى بعدم القبول من المودع ; لأنه قبض له لخفتهما ، وكذلك القراض فيتحصل أربعة أقوال : المشهور لا يصدق إذا قبض ببينة في الثلاثة ، ويصدق فيها وإن قبض ببينة ، والتفرقة لأصبغ بين المستأجر ، والآخرين على تأويله عن ابن القاسم ، ويصدق في الوديعة دونهما لاحتمال أن يكون القصد بالإشهاد فيهما التوثق من عقد القراض والإجارة دون العين ، وهذا إذا دفع الأمانة لدافعها وأما لغيره فعليه ما على ولي الأيتام من الإشهاد ولا يصدق إذا أنكر القابض قولا واحدا ، إلا قول عبد الملك قال ابن يونس : قال أصبغ : إذا قال لا أدري أضاعت أو رددتها 0 [ ص: 188 ] والقبض ببينة ؟ يضمن ; لأن يده يد ضمان ، وإنما أمر على الحفظ ولم يتحقق المبرئ ، قال ابن عبد الحكم : ولو قال لك : إن أودعتني شيئا فقد ضاع ، وقد قبضته ببينة ليس عليه إلا يمينه لجزمه بانحصار الطارئ في الضياع .

                                                                                                                كمل بحمد الله وحسن عونه .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية