الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3207 ) فصل : ويذكر في اللحم السن ، والذكورية ، والأنوثية ، والسمن ، والهزال ، وراعيا أو معلوفا ، ونوع الحيوان ، وموضع اللحم منه . ويزيد في الذكر ، فحلا أو خصيا . وإن كان من صيد ، لم يحتج إلى ذكر العلف والخصاء . ويذكر الآلة التي يصاد بها ، من جارحة أو أحبولة . وفي الجارحة يذكر صيد فهد ، أو كلب ، أو صقر ، فإن الأحبولة يؤخذ الصيد منها سليما . وصيد الكلب خير من صيد الفهد ; لكون الكلب أطيب الحيوان نكهة .

                                                                                                                                            قيل : هو أطيب الحيوان نكهة ; لكونه مفتوح الفم في أكثر الأوقات ، والصحيح إن شاء الله تعالى أن هذا ليس بشرط ; لأن التفاوت فيه يسير ، [ ص: 190 ] ولا يكاد الثمن يتباين باختلافه ، ولا يعرفه إلا القليل من الناس . وإذا لم يحتج في الرقيق إلى ذكر البكارة والثيوبة ، والسمن ، والهزال ، وأشباهها مما يتباين بها الثمن وتختلف الرغبات بها ، ويعرفها الناس ، فهذا أولى . ويلزم قبول اللحم بعظامه ; لأنه هكذا يقطع ، فهو كالنوى في التمر ، وإن كان السلم في لحم طير ، لم يحتج إلى ذكر الذكورية والأنوثية ، إلا أن يختلف بذلك ، كلحم الدجاج ، ولا إلى ذكر موضع اللحم ، إلا أن يكون كثيرا يأخذ منه بعضه ، ولا يلزمه قبول الرأس والساقين ; لأنه لا لحم عليها .

                                                                                                                                            وفي السمك يذكر النوع ; بردي أو غيره ، والكبر والصغر ، والسمن والهزال ، والطري والملح ، ولا يقبل الرأس والذنب ، وله ما بينهما ، وإن كان كثيرا يأخذ بعضه ، ذكر موضع اللحم منه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية