الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الثقافة العربية في قصر الإمبراطور

وبين حين وآخر كانت تظهر هـناك بعض شخصيات أوروبية مستنيرة لها وزنها تتخذ إزاء الإسلام بعض المواقف الإيجابية. ومن بين هـؤلاء القلائل الذين كانوا يتبنون إزاء الإسلام موقفا أقرب إلى الاعتدال نجد فريدريك الثاني حاكم صقلية ، الذي أصبح إمبراطورا لألمانيا عام 1215م. وقد كان فريدريك هـذا يعرف العربية، ويتشبه بالعرب في لباسهم وعاداتهم، ويتحمس للفلسفة والعلوم العربية.

وقد كانت هـذه العلوم تدرس بشغف في قصره في ( بالرمو ) وبذلك أصبحت في متناول اللاتينيين. وقد أهدى هـذا الإمبراطور وابنه ( مانفرد ) إلى جامعات بولونيا وباريس ترجمات لكتب [ ص: 26 ] فلسفية مترجمة عن العربية. وفي عام 1224م أسس الإمبراطور جامعة نابولي، وجعل منها أكاديمية لإدخال العلوم العربية إلى العالم الغربي [1] .

وقد كان نصيب هـذا الإمبراطور أن طرده البابا جريجوري التاسع Gregory lX من الكنيسة عام 1239م، وقد كانت إحدى التهم التي وجهت إليه هـي ما يبديه من مظاهر الود تجاه الإسلام [2] .

التالي السابق


الخدمات العلمية