الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[3] التحقيق والنشر

ولم يقتصر عمل المستشرقين على جمع المخطوطات وفهرستها بل تجاوز ذلك إلى التحقيق والنشر. فقد قاموا بتحقيق الكثير من كتب التراث، وقابلوا بين النسخ المختلفة، ولاحظوا الفروق وأثبتوها، ورجحوا منها ما حسبوه أصحها وأعدلها، وأضافوا إلى ذلك فهارس أبجدية للموضوعات والأعلام أثبتوها في أواخر الكتب التي نشروها، وقاموا في بعض الأحيان بشرح بعض الكتب شرحا مفيدا [1] .

وهكذا استطاعوا أن ينشروا عددا كبيرا جدا من المؤلفات العربية، كانت عونا كبيرا للباحثين الأوروبيين من المستشرقين وغيرهم من بلاد الشرق. وقد عرفنا الكثير من كتب التراث محققا ومطبوعا على أيديهم؛ ومن بين هـذه الكتب نذكر -على سبيل المثال لا الحصر- نشرهم لسيرة ابن هـشام، والإتقان للسيوطي، والمغازي للواقدي، والكشاف للزمخشري، وتاريخ الطبري، وكتاب سيبويه، والاشتقاق لابن دريد، والأنساب للسمعاني، ومعجم الأدباء لياقوت، وتجارب الأمم لابن مسكويه، وفتوح مصر والمغرب والأندلس لابن عبد الحكم، واللمع لأبي نصر السراج، والبديع لابن المعتز، وحي بن يقظان لابن طفيل، والمختصر في حساب الجبر والمقابلة للخوارزمي، والملل والنحل للشهرستاني، وعمدة عقيدة أهل السنة والجماعة للحافظ النسفي، وفتوح الشام للأزدي البصري، وفتوح الشام للواقدي، والكامل للمبرد، والجمهرة لابن دريد، وأخبار النحويين البصريين للسيرافي، وكتاب المناظر لابن الهيثم، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني، والأحكام السلطانية للماوردي، وفضائح [ ص: 63 ] الباطنية للغزالي، وتاريخ اليعقوبي، والفهرست لابن النديم، وكشف الظنون لحاجي خليفة، والتعريفات للجرجاني، وطبقات الحفاظ للذهبي، ووفيات الأعيان لابن خلكان، وتهذيب الأسماء للنووي، وصحيح البخاري، والمقتضب لابن جني، ومقالات الإسلاميين للأشعري، والوافي بالوفيات للصفدي، والتيسير في القراءات السبع لأبي عمرو عثمان الداني، والرد الجميل على مدعي ألوهية المسيح بصريح الإنجيل للغزالي، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة، والأغاني للأصفهاني، والأوائل للسيوطي، والطبقات لابن سعد، وعيون الأخبار لابن قتيبة، والفقه الأكبر لأبي حنيفة، وعدد هـائل من دواوين الشعر العربي في عصوره المختلفة.

التالي السابق


الخدمات العلمية