الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
من مظاهر النشاط الاستشراقي

بدأ المستشرقون في النصف الأول من القرن التاسع عشر في مختلف بلدان أوروبا وأمريكا بإنشاء جمعيات لمتابعة الدراسات الاستشراقية. فقد تأسست أولا الجمعية الآسيوية في باريس عام 1822م ثم، الجمعية الملكية الآسيوية في بريطانيا وإيرلندا عام 1823م، والجمعية الشرقية الأمريكية عام 1842م، والجمعية الشرقية الألمانية عام 1845م [1] .

وسرعان ما نشطت هـذه الجمعيات في إصدار المجلات والمطبوعات المختلفة، وقد كان ( هـامر برجشتال ) قد أصدر أول مجلة استشراقية متخصصة في أوروبا وهي مجلة (ينابيع الشرق) ، التي صدرت في فيينا من عام 1809م إلى عام 1818م.

وفي عام 1895م ظهرت في باريس مجلة تمنح اهتمامها بصفة خاصة للعالم الإسلامي وهي مجلة الإسلام، وقد خلفتها في عام 1906م مجلة العالم [ ص: 41 ] الإسلامي التي صدرت عن البعثة العلمية الفرنسية في المغرب، وقد تحولت بعد ذلك إلى مجلة الدراسات الإسلامية.

وفي عام 1910م ظهرت مجلة الإسلام الألمانية Der Islam، وفي بطرسبرج بـ (روسيا) ظهرت مجلة عالم الإسلامMir Islama عام 1912م، ولكنها لم تعمر إلا وقتا قصيرا. وفي بريطانيا ظهرت مجلة العالم الإسلامي عام 1911م على يد صمويل زويمر [ت 1952م] الذي كان رئيس المبشرين في الشرق الأوسط [2] .

وللمستشرقين اليوم في المجلات والدوريات عدد هـائل يزيد على ثلاثمائة مجلة متنوعة بمختلف اللغات [3] .

وقد شهد القرن التاسع عشر أيضا بداية المؤتمرات الدولية للمستشرقين، وقد أتاحت هـذه المؤتمرات للمستشرقين في كل مكان الفرصة لزيادة التنسيق وتوثيق أواصر التعاون، والتعرف بصورة مباشرة على أعمال بعضهم بعضا، وتجنب ازدواج العمل حرصا على تجميع الجهود وعدم تبديدها في أعمال مكررة.

وقد تم عقد أول مؤتمر دولي للمستشرقين في باريس في عام 1873، وتعقد هـذه المؤتمرات منذ ذلك الحين بصفة منتظمة. وقد بلغ عددها حتى الآن أكثر من ثلاثين مؤتمرا. وهذا عدا المؤتمرات والندوات واللقاءات الإقليمية التي يرجع بعضها إلى تاريخ أقدم من تاريخ أول المؤتمرات الدولية. فقد عقد أول مؤتمر للمستشرقين الألمان في مدينة درسدن بألمانيا في عام 1849م. ولا تزال مثل هـذه المؤتمرات تعقد بانتظام حتى اليوم [4] . [ ص: 42 ]

وتضم المؤتمرات الدولية للمستشرقين مئات العلماء؛ فمثلا مؤتمر أكسفورد كان يضم تسعمائة عالم من خمس وعشرين دولة، وخمس وثمانين جامعة، وتسع وستين جمعية علمية.

ومجموعات العمل في كل مؤتمر تبلغ أربع عشرة مجموعة، تختص كل منها ببحث مجال معين من الدراسات الاستشراقية. وتنشر بحوث هـذه المؤتمرات في مجلدات (للاهتداء بها كنظم ومناهج ووسائل، ثم أصبحت -مع دراسات مؤتمرهم الموضوعية والإقليمية- أصولا وأمهات وأسانيد للباحثين) [5] .

التالي السابق


الخدمات العلمية