الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أ - تاريخ الأدب العربي

من تأليف المستشرق الألماني كارل بروكلمان (توفي 1956م) وهو كتاب أساسي في الدراسات العربية والإسلامية لا يستغني عنه باحث في الدراسات العربية والإسلامية، وقد قام بروكلمان بهذا العمل الضخم بمفرده. ولا يقتصر هـذا الكتاب على الأدب العربي وفقه اللغة بل يشمل كل ما كتب باللغة العربية من المدونات الإسلامية. فهو سجل للمصنفات العربية المخطوط منها والمطبوع. ويكتمل بمعلومات عن حياة المؤلفين. وقد صدر أولا في مجلدين في عامي 1898م، 1902م ثم أتبعه المؤلف بثلاثة مجلدات تكميلية كبيرة تضم في مجموعها حوالي 2600 صفحة، في الفترة من عام 1937 إلى عام 1942م، ثم أعاد نشر المجلدين الأساسين في عامي 1943م - 1949م في طبعة أخرى معدلة؛ ليتناسب تعديلهما مع المجلدات الثلاثة التكميلية. [ ص: 66 ] وقد حصلت الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية -إدراكا منها لأهمية هـذا الكتاب لكل باحث عربي- حصلت عام 1948م على موافقة بروكلمان وإذنه بترجمة الكتاب إلى العربية. وقد بعث بروكلمان إلى الإدارة المذكورة بجزء كتبه بخطه وباللغة العربية، يحتوي على تصحيحات وزيادات لغرض إلحاقها بالترجمة. وقد قام الدكتور عبد الحليم النجار -رحمه الله- بترجمة بعض أجزاء من هـذا الكتاب إلى العربية بتكليف من الجامعة العربية، وصدر الجزء الأول منها عام 1959م.

ووصل ما صدر من أجزاء حتى الآن ستة أجزاء، وكانت الترجمة قد توقفت بعد وفاة الدكتور النجار وصدور الأجزاء الثلاثة الأولى، وقد تم تقسيم الكتاب كله إلى ثمانية عشر جزءا، وقامت المنظمة العربية للترجمة والثقافة والعلوم بتوزيع باقي الأجزاء على مجموعة من الباحثين لترجمتها حتى يتسنى نشر الكتاب كله دفعة واحدة. وقد طلب مني القيام بترجمة الجزء السابع عشر. وكانت المنظمة العربية تستحث الباحثين بين الحين والحين برسائل رسمية لإنجاز هـذا العمل. ولكن رياح التيارات السياسية التي اجتاحت المنطقة العربية في السنوات الأخيرة عصفت بهذا العمل الثقافي البحت، ولم نعد نسمع شيئا لا من المنظمة العربية صاحبة التكليف بالترجمة، ولا من أي جهة أخرى.

ويكفي هـنا لتعريف القارئ بقيمة هـذا الكتاب أن نورد السطور التالية من مقدمة الدكتور عبد الحليم النجار للكتاب، والتي وردت في الجزء الأول من الترجمة العربية. يقول رحمة الله في بداية المقدمة : (كان تعريب كتاب: تاريخ الأدب العربي، (لكارل بروكلمان) أملا يراود كل قارئ بالعربية حينما يبحث في علوم العرب وآدابهم، أو يحاول سبر جهود العلم العربي ومتابعة خطواته في تأسيس ثقافة العالم الجديد وتنمية حضارته، أو يريد [ ص: 67 ] حصر ما تشتت وإحصاء ما تفرق من تراث الفكر العربي في مكتبات العالم وخزائن الكتب، ليتخذ من ذلك آيات بينات للفخر والاعتزاز، أو عدة ومددا للبعث والإحياء، أو يتطلع أخيرا إلى ما ترجم إلى لغات العالم من ذلك التراث الخالد، وما أثير حوله من بحوث، وصنف من دراسات قدمت خطى العلم والأدب ودفعتهما إلى الأمام في الشرق والغرب.

وقد كان بروكلمان يدرك أن عمله في حاجة مستمرة إلى الإكمال؛ بناء على ما يكتشف من مخطوطات، ولذلك كان دائب العناية بإكماله على مدى نصف قرن. ويقوم الآن الباحث التركي المسلم فؤاد سيزكين -تلميذ المستشرق الألماني هـيلمت ريتر- بعد اكتشاف آلاف المخطوطات بإكمال عمل بروكلمان وذلك في كتابه: (تاريخ التراث العربي) بالألمانية، الذي ترجم بعضه إلى العربية، ومنح عليه جائزة الملك فيصل منذ بضع سنوات.

التالي السابق


الخدمات العلمية