الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7434 3599 - (7483) - (2 \ 256) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد، من لدن ثديهما إلى تراقيهما، فأما المنفق، فلا ينفق منها إلا اتسعت حلقة مكانها، فهو يوسعها عليه، وأما البخيل، فإنها لا تزداد عليه إلا استحكاما". [ ص: 220 ]

التالي السابق


[ ص: 220 ] * قوله: " والمنفق ": أي: الذي يعتاد الإنفاق في سبيل الخير، فلذلك قوبل بالبخيل .

* " جبتا ": - بضم جيم وتشديد موحدة أو نون، تثنية: جبة، بالباء - ، وهو ثوب مخصوص، أو جنة - بالنون - ، وهي الدرع، وصوب النون; لقوله: "من حديد"، ولقوله: "اتسعت حلقة"، نعم إطلاق الجبة بالباء على الجنة بالنون مجازا غير بعيد، فينبغي أن تكون الجنة بالنون هو المراد في الروايتين .

* " من لدن ثديهما ": - بضم المثلثة وكسر الدال المهملة وتشديد الياء - : جمع ثدي - بفتح فسكون - ، وجاء بصيغة التثنية .

* " إلى تراقيهما ": - بفتح مثناة من فوق وكسر قاف - : جمع ترقوة، وهما العظمان المشرفان في أعلى الصدر، وهذا إشارة إلى ما جبل عليه الإنسان من الشح، ولذلك جمع بين البخيل والجواد فيه .

* " منها ": أي: بإخراج اليد منها .

* " اتسعت ": أي: الجنة .

* " حلقة ": - بالنصب - على التمييز .

* " مكانها ": بالنصب - على الظرف .

* " فهو ": أي: فذلك الاتساع، وهذا إشارة إلى ما يفيض الله تعالى على من يشاء من التوفيق للخير، فيشرح لذلك صدره .

* " إلا استحكاما ": أي فلا يقدر على إخراج اليد منها، فكيف ينفق؟* * *



الخدمات العلمية