الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7634 3727 - (7691) - (2 \ 273) عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو: أنه أخبره: أن سلمة بن الأزرق كان جالسا مع عبد الله بن عمر بالسوق، فمر بجنازة يبكى عليها، فعاب ذلك عبد الله بن عمر، فانتهرهن، فقال له سلمة بن الأزرق: لا تقل ذلك، فأشهد على أبي هريرة لسمعته يقول، وتوفيت امرأة من كنائن مروان وشهدها، وأمر مروان بالنساء اللاتي يبكين يطردن، فقال أبو هريرة: دعهن يا أبا عبد الملك، فإنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة يبكى عليها، وأنا معه، ومعه عمر بن الخطاب، فانتهر عمر اللاتي يبكين مع الجنازة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "دعهن يا بن الخطاب; فإن النفس مصابة، وإن العين دامعة ، وإن العهد حديث". قال: آنت سمعته؟ قال: نعم. قال: فالله ورسوله أعلم.

التالي السابق


* قوله: " فانتهرهن ": أي: نهى الباكيات وزجرهن .

* " وتوفيت ": الجملة حال، ومقول القول: "دعهن يا أبا عبد الملك. . . إلخ"، وأما قوله: " فقال أبو هريرة "، فهو تكرار ليقول، ذكره لبعد العهد، ومثله كثير، ومنه قوله تعالى: إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم [ يوسف: 4]. [ ص: 291 ] * " من كنائن مروان ": أي: من نساء أولاده .

* " يطردن ": على بناء المفعول; أي: أن يطردن .

* " دعهن يا بن الخطاب ": لعل بكاءهن بمجرد دمع العين، لا بالصياح، ولا نهي عن مثله، ولذلك قال: "وإن العين دامعة"; أي: من شأنها أن تدمع عند إصابة مصيبة بالنفس .

* * *




الخدمات العلمية