الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8083 [ ص: 493 ] 4088 - (8282) - (2 \ 322) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال رجل: لأتصدقن الليلة بصدقة ، فأخرج صدقته، فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية. ثم قال: لأتصدقن الليلة بصدقة، فأخرج صدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على سارق. ثم قال: لأتصدقن الليلة بصدقة، فأخرج صدقته، فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على غني. فقال: الحمد لله، على سارق، وعلى زانية، وعلى غني. قال: فأتي فقيل له: أما صدقتك، فقد تقبلت، أما الزانية، فلعلها - يعني - أن تستعف به، وأما السارق، فلعله أن يستغني به، وأما الغني، فلعله أن يعتبر، فينفق مما آتاه الله".

التالي السابق


* قوله: " فأصبحوا ": أي: أهل تلك القرية .

* " يتحدثون ": بإلهام الله، أو بإظهار الزانية ذلك .

* " تصدق الليلة ": قالوا تعجبا .

* " وقال: لأتصدقن ": ظنا أن الصدقة الأولى وقعت في غير مصرفها .

* " الحمد لله، على سارق ": يحتمل أنه قاله شكرا على وقوعها في يد هؤلاء دون من هو أسوأ حالا منهم، ويحتمل أنه قاله تعجبا كما يقال: سبحان الله! ومعنى: "على سارق"; أي: تصدقت على سارق .

* " فأتي ": على بناء المفعول; أي: أتاه آت .

* " به ": أي: بذلك المال; لأنها قد تزني عن حاجة، وكذا السارق .

* * *




الخدمات العلمية