الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5863 ) فصل : فأما ما لا يشبه الطلاق ، ولا يدل على الفراق ، كقوله : اقعدي . وقومي . وكلي . واشربي . واقربي . وأطعميني واسقيني . وبارك الله عليك . وغفر الله لك . وما أحسنك . وأشباه ذلك ، فليس بكناية ، ولا تطلق به ، وإن نوى ; لأن اللفظ لا يحتمل الطلاق ، فلو وقع الطلاق به لوقع بمجرد النية ، وقد ذكرنا أنه لا يقع بها . وبهذا قال أبو حنيفة . واختلف أصحاب الشافعي في قوله : كلي . واشربي . فقال بعضهم : كقولنا ، وقال بعضهم : هو كناية ; لأنه يحتمل : كلي ألم الطلاق . واشربي كأس الفراق . فوقع به ، كقولنا : ذوقي ، وتجرعي .

                                                                                                                                            ولنا ، أن هذا اللفظ لا يستعمل بمفرده إلا فيما لا ضرر فيه ، كنحو قوله تعالى : { كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون } . وقال : { فكلوه هنيئا مريئا } . فلم يكن كناية ، كقوله : أطعميني . وفارق ذوقي . وتجرعي ; فإنه يستعمل في المكاره ، كقول الله تعالى : { ذق إنك أنت العزيز الكريم . } { وذوقوا عذاب الحريق } . { وذوقوا مس سقر } . وكذلك التجرع ، قال الله تعالى : { يتجرعه ولا يكاد يسيغه } . فلم يصح أن يلحق بهما ما ليس مثلهما .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية