الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5904 ) فصل : وإذا قالت له امرأة من نسائه : طلقني . فقال : نسائي طوالق . ولا نية له ، طلقن كلهن . بغير خلاف ; لأن لفظه عام . إن قالت له : طلق نساءك . فقال : نسائي طوالق . فكذلك . وحكي عن مالك ، أن السائلة لا تطلق في هذه الصورة ; لأن الخطاب العام يقصر على سببه الخاص ، وسببه سؤال طلاق من سواها . ولنا ، أن اللفظ عام فيها ، ولم يرد به غير مقتضاه ، فوجب العمل بعمومه ، كالصورة الأولى ، والعمل بعموم اللفظ أولى من خصوص السبب ; لأن دليل الحكم هو اللفظ ، فيجب اتباعه ، والعمل بمقتضاه في خصوصه وعمومه ، ولذلك لو كان أخص من السبب ، لوجب قصره على خصوصه ، واتباع صفة اللفظ دون صفة السبب ، فإن أخرج السائلة بنيته ، دين فيما بينه وبين الله تعالى في الصورتين ، وقبل في الحكم في الصورة الثانية ; لأن خصوص السبب دليل على نيته ، ولم يقبل في الصورة الأولى .

                                                                                                                                            قاله ابن حامد ; لأن طلاقه جواب لسؤالها [ ص: 321 ] الطلاق لنفسها ، فلا يصدق في صرفه عنها لأنه يخالف الظاهر من وجهين . ولأنها سبب الطلاق ، وسبب الحكم لا يجوز إخراجه من العموم بالتخصيص . وقال القاضي : يحتمل أن لا تطلق ; لأن لفظه عام ، والعام يحتمل التخصيص .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية