إذا شاب الغراب أتيت أهلي وصار القار كاللبن الحليب
أي لا آتيهم أبدا .وقيل : إن علقه على ما يستحيل عقلا ، وقع في الحال ; لأنه لا وجود له ، فلم تعلق به الصفة ، وبقي مجرد الطلاق ، فوقع . وإن علقه على مستحيل عادة ، كالطيران ، وصعود السماء ، لم يقع ; لأن له وجودا ، وقد وجد جنس ذلك في معجزات الأنبياء عليهم السلام ، وكرامات الأولياء ، فجاز تعليق الطلاق به ، ولم يقع قبل وجوده . فأما إن علق طلاقها على نفي فعل المستحيل ، فقال : أنت طالق إن لم تقتلي الميت . أو : تصعدي السماء . طلقت في الحال ; لأنه علقه على عدم ذلك ، وعدمه معلوم في الحال وفي الثاني ، فوقع الطلاق ، كما لو قال : . وكذلك لو قال : أنت طالق إن لم أبع عبدي . فمات العبد . أو : لأقتلن الميت . وقع الطلاق في الحال ، لما ذكرناه . أنت طالق لأشربن الماء الذي في الكوز . ولا ماء فيه
وحكى ، عن القاضي ، أنه لا يقع طلاقه ، كما لو حلف ليصعدن السماء ، أو ليطيرن ، فإنه لا يحنث . والصحيح أنه يحنث ; فإن الحالف على فعل الممتنع كاذب حانث ، قال الله تعالى : { أبو الخطاب وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت } إلى قوله : { وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين } . ولو حلف على فعل متصور ، فصار ممتنعا ، حنث بذلك ، فلأن يحنث بكونه ممتنعا حال يمينه أولى .