الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6903 ) فصل : وإن قلع الأعور عيني صحيح العينين ، فليس عليه إلا دية ، عمدا كان أو خطأ . وذكر القاضي : أن قياس المذهب وجوب ديتين ; إحداهما في العين التي استحق بها قلع عين الأعور ، والأخرى في الأخرى ; لأنها عين أعور . ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم { : وفي العينين الدية } .

                                                                                                                                            ولأنه قلع عينين ، فلم يلزمه أكثر من الدية ، كما لو كان القالع صحيحا ، ولأنه لم يزد على تفويت منفعة الجنس ، فلم يزد على الدية ، كما لو قطع أذنه . وما ذكره القاضي لا يصح ; لأن وجوب الدية في إحدى عينيه لا يجعل الأخرى عين أعور ، على أن وجوب الدية بقلع إحدى العينين قضية مخالفة للخبر والقياس ، صرنا إليها لإجماع الصحابة عليها ، ففيما عدا موضع الإجماع ، يجب العمل بهما ، والبقاء عليهما ، فإن كان قلعهما عمدا ، فاختار القصاص ، فليس له إلا قلع عينه ; لأنه أذهب بصره كله ، فلم يكن له أكثر من إذهاب بصره ، وهذا مبني على ما تقدم من قضاء الصحابة أن عين الأعور تقوم مقام العينين .

                                                                                                                                            وأكثر أهل العلم على أن له القصاص من العين ، ونصف الدية للعين الأخرى ، وهو مقتضى الدليل . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية