الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 392 ] مسألة : قال : وإذا شهدت البينة العادلة أن المجروح قال : دمي عند فلان . فليس ذلك بموجب للقسامة ، ما لم يكن لوث هذا قول أكثر أهل العلم ; منهم الثوري ، والأوزاعي ، وأصحاب الرأي . وقال مالك ، والليث : هو لوث ; لأن قتيل بني إسرائيل قال : قتلني فلان . فكان حجة . وروي هذا القول عن عبد الملك بن مروان . ولنا ، قول النبي صلى الله عليه وسلم { : لو يعطى الناس بدعواهم ، لادعى قوم دماء رجال وأموالهم } ولأنه يدعي حقا لنفسه ، فلم يقبل قوله ، كما لو لم يمت ; ولأنه خصم ، فلم تكن دعواه لوثا ، كالولي .

                                                                                                                                            فأما قتيل بني إسرائيل ، فلا حجة فيه ، فإنه لا قسامة فيه ، ولأن ذلك كان من آيات الله ومعجزات نبيه موسى عليه السلام ، حيث أحياه الله تعالى بعد موته ، وأنطقه بقدرته بما اختلفوا فيه . ولم يكن الله تعالى لينطقه بالكذب ، بخلاف الحي ، ولا سبيل إلى مثل هذا اليوم ، ثم ذاك في تنزيه المتهمين ، فلا يجوز تعديتها إلى تهمة البريئين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية