الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6937 ) فصل : وإن جنى على سنه فسودها ، فحكي عن أحمد ، رحمه الله ، في ذلك روايتان ; إحداهما ، تجب ديتها كاملة . وهو ظاهر كلام الخرقي . ويروى هذا عن زيد بن ثابت وبه قال سعيد بن المسيب والحسن وابن سيرين وشريح والزهري وعبد الملك بن مروان والنخعي ومالك والليث وعبد العزيز بن أبي سلمة والثوري ، وأصحاب الرأي . وهو أحد قولي الشافعي . والرواية الثانية ، عن أحمد ، أنه إن أذهب منفعتها من المضغ عليها ونحوه ، ففيها ديتها ، وإن لم يذهب نفعها ، ففيها حكومة . وهذا قول القاضي ، والقول الثاني للشافعي وهو المختار عند أصحابه ; لأنه لم يذهب بمنفعتها ، فلم تكمل ديتها ، كما لو اصفرت .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه قول زيد بن ثابت ، ولم يعرف له مخالف في الصحابة ، فكان إجماعا ، ولأنه أذهب الجمال على الكمال ، فكملت ديتها ، كما لو قطع أذن الأصم وأنف الأخشم . فأما إن اصفرت أو احمرت ، لم تكمل ديتها ; لأنه لم يذهب الجمال على الكمال ، وفيها حكومة . وإن اخضرت ، احتمل أن يكون كتسويدها ; لأنه يذهب بجمالها ، واحتمل أن لا يجب فيها إلا حكومة ; لأن ذهاب جمالها بتسويدها أكثر ، فلم يلحق به غيره ، كما لو حمرها . فعلى قول من أوجب ديتها ، متى قلعت بعد تسويدها ، ففيها ثلث ديتها أو حكومة ، على ما سنذكره فيما بعد ، وعلى قول من لم يوجب فيها إلا حكومة ، يجب في قلعها ديتها ، كما لو صفرها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية