الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6954 ) مسألة ; قال : ( وفي ذهاب العقل الدية ) لا نعلم في هذا خلافا . وقد روي ذلك عن عمر ، وزيد رضي الله عنهما ، وإليه ذهب من بلغنا قوله من الفقهاء . { وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم : وفي العقل الدية } . ولأنه أكبر المعاني قدرا ، وأعظم الحواس نفعا . فإن به يتميز من البهيمة ، ويعرف به حقائق المعلومات ، ويهتدي إلى مصالحه ، ويتقي ما يضره ، ويدخل به في التكليف ، وهو شرط في ثبوت الولايات ، وصحة التصرفات ، وأداء العبادات ، فكان بإيجاب الدية أحق من بقية الحواس ، فإن نقص عقله نقصا معلوما ، مثل أن صار يجن يوما ويفيق يوما ، فعليه من الدية بقدر ذلك ; لأن ما وجبت فيه الدية ، وجب بعضها في بعضه بقدره ، كالأصابع ، وإن لم يعلم ، مثل أن صار مدهوشا ، أو يفزع مما لا يفزع منه ، ويستوحش إذا خلا ، فهذا لا يمكن تقديره ، فتجب فيه حكومة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية