الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال سحنون وقاله أشهب قلت : أرأيت إن قال : غلامي حر إن كلمت فلانا إلا أن يبدو لي أو إلا أن أرى غير ذلك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ذلك له عند مالك .

                                                                                                                                                                                      قال : وسئل مالك وأنا عنده عن رجل قال لامرأته : أنت طالق ألبتة إن أكلت معي شهرا إلا أن أرى غير ذلك ، فوضع له طعام بعد ذلك فأتت فقعدت معه فوضعت يدها لتأكل فنهاها ، ثم قال كلي فما ترى فيه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إن كان هذا الذي أردت وهو مخرج يمينك ورأيت ذلك فلا أرى عليك شيئا .

                                                                                                                                                                                      قلت : فما فرق بين هذا وبين قوله : غلامي حر إن كلمت فلانا إلا أن يشاء الله ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ذلك ليس في الحرية استثناء وليس جعل من المشيئة إليه أو إلى أحد من العباد ممن يشاء أو ممن لا يشاء مثل مشيئة الله ; لأن الرجل إذا قال : أنت طالق إن شئت أو إن شاء فلان ، لم تطلق عليه حتى يشاء أو يشاء فلان ، إذا قال : أنت طالق إن شاء الله طلقت عليه مكانها وعلمنا أن الله قد شاء طلاقها حين لزمه الطلاق ; لأنه حين تكلم بالطلاق لزمه الطلاق وهذا رأيي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية