الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

نظرات في مسيرة العمل الإسلامي

عمر عبيد حسنة

الأمن النفسي والاقتصادي

( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هـذا في شهركم هـذا في بلدكم هـذا.. لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، لقد أجمع العلماء أن مقاصد الشريعة هـي: تحقيق مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، ولا يتحقق ذلك إلا بحماية الكليات الخمس، التي لا تستقيم الحياة ولا تتحصل السعادة إلا بتوفرها وحمايتها، وهي: العقل والنفس والدين والعرض والمال.

ولسنا بحاجة هـنا إلى التذكير والتدليل بأن الدماء المسلمة التي تسيل يوميا كالأنهار، في أكثر من بلد، وأكثر من موقع على يد المسلمين أنفسهم، مهما كانت الشعارات، وكيفما كانت المسوغات، قضية لا تخدم إلا أعداء الإسلام في نهاية المطاف ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) .

إن إراقة دم المسلم أكبر عند الله من هـدم بيته الحرام ومن كل شيء في الدنيا ( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم ) فكيف ستكون مسئولية الذين يتاجرون بدماء المسلمين ويأكلون بها ويقبضون ثمنها، ويبنون ثراءهم على جماجم المسلمين؟! وكيف سيكون حسابهم عند الله؟!.

وليست قضية الأمن الاقتصادي أقل أهمية من الأمن النفسي في المجتمع الإسلامي.. ( إن ربا الجاهلية موضوع.. )

إن العالم الإسلامي ثلاثة عشر قرنا تقريبا، بعيدا اقتصاديا عن لوثة الربا، وقادرا على مواجهة مشكلاته المالية وحلها، وأصبح الربا سمة المعاملات المالية، فأفقدنا ذلك الأمن الاقتصادي بعد أن افتقدنا الأمن النفسي.. [ ص: 196 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية