الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5972 ) فصل : فإن قال لامرأتيه : إن كلمتما هذين الرجلين فأنتما طالقتان . فكلمت كل واحدة رجلا ، ففيه وجهان ; أحدهما ، يحنث ; لأن تكليمهما وجد منهما ، فحنث ، كما لو قال : إن حضتما فأنتما طالقتان . فحاضت كل واحدة حيضة . وكذلك لو قال : إن ركبتما دابتيكما فأنتما طالقتان . فركبت كل واحدة دابتها . والوجه الثاني ، لا يحنث حتى تكلم كل واحدة منهما الرجلين معا ; لأنه علق طلاقهما بكلامهما لهما فلا تطلق واحدة بكلام الأخرى وحدها . وهذا أظهر الوجهين لأصحاب الشافعي . وهكذا لو قال : إن دخلتما هاتين الدارين . فالحكم فيها كالأولى . وهذا فيما لم تجر العادة بانفراد الواحد به ، فأما ما جرى العرف فيه بانفراد الواحد فيه بالواحد ، كنحو : ركبا دابتيهما ، ولبسا ثوبيهما ، وتقلدا سيفيهما ، واعتقلا رمحيهما ، ودخلا بزوجيهما .

                                                                                                                                            وأشباه هذا ، فإنه يحنث إذا وجد منهما منفردين ، وما لم تجر العادة فيه بذلك ، فهو على الوجهين . والله أعلم . ولو قال : إن أكلتما هذين الرغيفين . فأكلت كل واحدة منهما رغيفا ، حنث ; لأنه يستحيل أن تأكل كل واحدة منهما الرغيفين ، بخلاف الرجلين والدارين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية