الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6007 ) فصل : وإن قال : أنت طالق طلقة قبلها طلقة . فكذلك ، ذكره القاضي . وهذا ظاهر مذهب الشافعي . وقال بعضهم : لا يقع بغير المدخول بها شيء ، بناء على قولهم في المسألة السريجية . وقال أبو بكر : يقع طلقتان . وهو قول أبي حنيفة ; لأنه استحال وقوع الطلقة الأخرى قبل الطلقة الموقعة ، فوقعت معها ، لأنها لما تأخرت عن الزمن الذي قصد إيقاعها فيه لكونه زمنا ماضيا ، وجب إيقاعها في أقرب الأزمنة إليه ، وهو معها ، ولا يلزم تأخرها إلى ما بعدها ; لأن قبله زمن يمكن الوقوع فيه ، وهو زمن قريب ، فلا يؤخر إلى البعيد مع إمكان القريب .

                                                                                                                                            ولنا ، أن هذا طلاق بعضه قبل بعض ، فلم يقع بغير المدخول بها جميعه ، كما لو قال : طلقة بعد طلقة . ولا يمتنع أن يقع المتأخر في لفظه متقدما ، كما لو قال : طلقة بعد طلقة . أو قال : أنت طالق طلقة غدا ، وطلقة اليوم . ولو قال : جاء زيد بعد عمرو . أو : جاء زيد وقبله عمرو . أو : أعط زيدا بعد عمرو . وكان كلاما صحيحا ، يفيد تأخير المتقدم لفظا ، عن المذكور بعده ، وليس هذا طلاقا في زمن ماض ، وإنما يقع إيقاعه في المستقبل مرتبا على الوجه الذي رتبه ، ولو قدر أن إحداهما موقعة في زمن ماض ، لامتنع وقوعها وحدها ، ووقعت الأخرى وحدها ، وهذا تعليل القاضي ، لكونه لا يقع إلا واحدة ، والأول من التعليل أصح إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية