الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6010 ) فصل : فإن قال : أنت طالق طالق طالق . وقال : أردت التوكيد . قبل منه ; لأن الكلام يكرر للتوكيد ، كقوله عليه السلام : " فنكاحها باطل باطل باطل " . وإن قصد الإيقاع ، وكرر الطلقات ، طلقت ثلاثا . وإن لم ينو شيئا ، لم يقع إلا واحدة ; لأنه لم يأت بينهما بحرف يقتضي المغايرة ، فلا يكن متغايرات . وإن قال : أنت طالق وطالق وطالق . وقال : أردت بالثانية التأكيد . لم يقبل ; لأنه غاير بينها وبين الأولى بحرف يقتضي العطف والمغايرة ، وهذا يمنع التأكيد ، وأما الثالثة فهي كالثانية في لفظها . فإن قال : أردت بها التوكيد . دين ، وهل يقبل في الحكم ؟ يخرج على روايتين ; إحداهما ، يقبل . وهي مذهب الشافعي ; لأنه كرر لفظ الطلاق مثل الأول ، فقبل تفسيره بالتأكيد .

                                                                                                                                            كما لو قال : أنت طالق ، أنت طالق . والثانية ، لا يقبل ; لأن حرف العطف للمغايرة ، فلا يقبل ما يخالف ذلك ، كما لا يقبل في الثانية . ولو قال : أنت طالق فطالق فطالق . أو : أنت طالق ، ثم طالق ، ثم طالق . فالحكم فيها كالتي عطفها بالواو . وإن غاير بين الحروف ، فقال : أنت طالق وطالق ، ثم طالق . أو : طالق ثم طالق وطالق . أو : طالق وطالق فطالق . ونحو ذلك ، لم يقبل في شيء منها إرادة التوكيد ; لأن كل كلمة مغايرة لما قبلها ، مخالفة لها في لفظها ، والتوكيد إنما يكون بتكرير الأول بصورته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية