الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6018 ) فصل : فإن قال : أنت طالق طلاقا . ونوى ثلاثا ، وقع ; لأنه صرح بالمصدر ، والمصدر يقع على القليل والكثير ، فقد نوى بلفظه ما يحتمله ، وإن نوى واحدة ، فهي واحدة ، وإن أطلق فهي واحدة ; لأنه اليقين . وإن قال : أنت طالق الطلاق . وقع ما نواه ، وإن لم ينو شيئا ، فحكى فيها القاضي روايتين ; إحداهما : يقع الثلاث . نص عليها أحمد ، في رواية مهنا ; لأن الألف واللام للاستغراق ، فيقتضي استغراق الكل ، وهو ثلاث . والثانية ، إنها واحدة ; لأنه يحتمل أن تعود الألف واللام إلى معهود ، يريد الطلاق الذي أوقعته . ولأن اللام في أسماء الأجناس تستعمل لغير الاستغراق كثيرا ، كقوله : ومن أكره على الطلاق . وإذا عقل الصبي الطلاق . واغتسلت بالماء . وتيممت بالتراب .

                                                                                                                                            وقرأت العلم والحديث والفقه . هذا مما يراد به ذلك الجنس ، ولا يفهم منه الاستغراق ، فعند ذلك لا يحمل على التعميم ، إلا بنية صارفة إليه . وهكذا لو قال لامرأته : أنت الطلاق . فإن أحمد قال : إن أراد ثلاثا ، فهي ثلاث ، وإن نوى واحدة ، فهي واحدة ، وإن لم ينو شيئا ، فكلام أحمد يقتضي أن تكون ثلاثا ; لأنه إذا قال : أنت الطلاق . فهذا قد بين . أي شيء بقي . هي ثلاث . وهذا اختيار أبي بكر . ويخرج فيها أنها واحدة ، بناء على المسألة قبلها . ووجه القولين ما تقدم ، ومما يبين أنه يراد بها الواحد قول الشاعر :

                                                                                                                                            فأنت الطلاق وأنت الطلاق وأنت الطلاق ثلاثا تماما

                                                                                                                                            فجعل المكرر ثلاثا ثلاثا ، ولو كان للاستغراق لكان ذلك تسعا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية