الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6948 ) مسألة ; قال : ( وفي الأنثيين الدية ) لا نعلم في هذا خلافا . وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم { : وفي البيضتين الدية } . ولأن فيهما الجمال والمنفعة ، فإن النسل يكون بهما ، فكانت فيهما الدية ، كاليدين . وروى الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، أنه قال : مضت السنة أن في الصلب الدية ، وفي الأنثيين الدية . وفي إحداهما نصف الدية ، في قول أكثر أهل العلم

                                                                                                                                            وحكي عن سعيد بن المسيب ، أن في اليسرى ثلثي الدية ، وفي اليمنى ثلثها ; لأن نفع اليسرى أكثر ; لأن النسل يكون بها . ولنا ، أن ما وجبت الدية في شيئين منه ، وجب في أحدهما نصفها ، كاليدين ، وسائر الأعضاء ، ولأنهما ذوا عدد تجب فيه الدية ، فاستوت ديتهما ، كالأصابع ، وما ذكروه ينتقض بالأصابع والأجفان ، تستوي دياتها مع اختلاف نفعها ، ثم يحتاج إلى إثبات ذلك الذي ذكره . وإن رض أنثييه ، أو أشلهما ، كملت ديتهما ، كما لو أشل يديه أو ذكره . وإن قطع أنثييه ، فذهب نسله ، لم يجب أكثر من دية ; لأن ذلك نفعهما ، فلم تزدد الدية بذهابه معهما ، كالبصر مع ذهاب العينين ، والبطش مع ذهاب الرجلين . وإن قطع إحداهما ، فذهب النسل ، لم يجب أكثر من نصف الدية ; لأن ذهابه غير متحقق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية