الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      ( ثالثها ) يقدم العام الذي لم يخصص على العام الذي خص . نقله إمام الحرمين عن المحققين ، وجزم به سليم وعللوه بأن دخول التخصيص يضعف اللفظ ، ولأنه يصير به مجازا على قول . وقال الإمام الرازي : لأن الذي قد دخله قد أزيل عن تمام مسماه ، والحقيقة تقدم على المجاز ، واعترض الهندي بأن المخصوص راجح من حيث كونه خاصا بالنسبة إلى ذلك العام الذي لم يدخله التخصيص . وحكى ابن كج التقديم عن قوم ، ووجهه بإجماعهم على التعلق بما لم يخص . واختلفوا فيما خص . قال : وعندنا : أنهما سواء ، ولا فرق بينهما لاستوائهما في حكم سماع الحادثة من هذا اللفظ كهو من اللفظ الآخر . وأيضا فإن المخصوص يدل على قوته ، لأنه قد صار كالنص على تلك العين ، قال : وقد أجمعوا كلهم على أن العموم إذا استثني بعضه صح التعلق به .

                                                      [ ص: 190 ] واختار ابن المنير مذهبا ثالثا ، وهو تقديم العام المخصوص على العام الذي لم يخص ، لأن المخصوص قد قلت أفراده حتى قارب النص ، إذ كل عام لا بد أن يكون نصا في أقل متناولاته ، فإذا قرب من الأقل بالتخصيص فقد قرب من التنصيص فهو أولى بالتقدم . .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية