الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      الثالث : مما يحتج به المصوبة حديث بعثة عليه الصلاة والسلام السرية لسبي بني قريظة ، وقال : ( لا تنزلوا حتى تأتوهم ) فجاءت صلاة العصر في أثناء الطريق فاختلفوا حينئذ ، فمنهم من نزل فصلى العصر ثم توجه ، ومنهم من تمادى وحمل قوله ( لا تنزلوا ) على ظاهره ، فلما عرضت القصة على النبي صلى الله عليه وسلم لم يخطئ أحدا منهم ولم يؤثمه ، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام : لما اختلف الصديق والفاروق في أفضلية الوتر تقديما وتأخيرا : ( أصبتما ) . وكذا الحديث المشهور : فكان منا الصائم ومنا المفطر ، ولم يعب أحد على أحد ، لأنهم اختلفوا في أفضلية العزيمة على الرخصة ، أو العكس ، ففضل كل جهة ، واعتقد أنه أخذ بالأفضل وصوب بعضهم بعضا مع الاختلاف .

                                                      [ ص: 301 ] ويحتج للمخطئة بحديث { إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فأجر } وبحديث { القضاة ثلاثة } لأنه لو لم يكن هكذا لم يكن للتقسيم معنى ، وبقوله عليه السلام لأمير السرية : { وإن طلب منك أهل حصن النزول على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ، فإنك لا تدري . أتصيب حكم الله فيهم أم لا } . .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية