الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5037 ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: قد روينا فيما تقدم من هذا الباب "أن رسول الله -عليه السلام- لما سأل الجارية التي رضخ رأسها: من رضخ رأسك، أفلان هو؟ فأومأت برأسها أن نعم. فأمر رسول الله -عليه السلام- فرضخ رأسه بحجرين" فذهب قوم إلى هذا الحديث فزعموا أنهم قلدوه، وقالوا: من ادعى وهو في حال الموت أن فلانا قتله ثم مات، قبل قوله في ذلك، وقتل الذي ذكر أنه قتله.

                                                التالي السابق


                                                ش: الحديث المذكور أخرجه في باب: "الرجل يقتل الرجل كيف يقتل" من ثلاث طرق صحاح عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - والقاتل كان يهوديا، والمقتولة كانت جارية من الأنصار، فذهب قوم من الظاهرية وأهل الحديث إلى هذا الخبر، وقالوا: من ادعى وهو في حالة الموت والاحتضار: أن فلانا قتلني ثم مات; فإنه يقبل قوله في ذلك، ويؤخذ الرجل الذي عينه ويقتل; وذلك أن الجارية التي رضخ اليهودي رأسها، قد أصمتت، فقال لها رسول الله -عليه السلام-: "من قتلك، أفلان؟ -لغير الذي قتلها- فأشارت برأسها: أن لا، فقال لرجل آخر غير الذي قتلها، فأشارت برأسها: أن لا، قال: ففلان -لقاتلها- فأشارت: أن نعم، فأمر رسول الله -عليه السلام- باليهودي فرض رأسه بين حجرين".

                                                فدل هذا أن دعوى القتيل قبل موته وتعيينه قاتله صحيحة يعمل بها، ويقتل بقوله من عينه بدعواه.




                                                الخدمات العلمية