الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4858 4859 ص: حدثنا أحمد بن الحسن ، قال: ثنا يزيد بن هارون ، قال: أنا الحجاج بن أرطاة ، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي ، عن عبد الله بن المقدام ، عن ابن شداد ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: "كنا مع رسول الله -عليه السلام- في سفر فأتاه رجل فأقر بالزنا، فردده أربعا، ثم نزل فأمرنا فحفرنا حفرة ليست بالطويلة، فأمر به فرجم، فارتحل رسول الله -عليه السلام- كئيبا حزينا، فسرنا حتى نزلنا منزلا فقال لي رسول الله -عليه السلام-: يا أبا ذر ، ألم تر إلى صاحبكم قد غفر له وأدخل الجنة".

                                                حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد ، قال: ثنا إبراهيم بن الزبرقان وأبو خالد الأحمر ، عن الحجاج . ... ، فذكر بإسناده مثله.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان طريقان:

                                                الأول: عن أحمد بن الحسن ، عن يزيد بن هارون الواسطي ، عن الحجاج بن أرطاة النخعي فيه مقال، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي وثقه ابن حبان، وروى له الترمذي ، عن عبد الله بن المقدام بن الورد الطائفي ، عن ابن شداد وهو نسعة -بكسر النون وسكون السين وفتح العين المهملتين- بن شداد ، عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - جندب بن جنادة .

                                                [ ص: 468 ] وأخرجه البزار في "مسنده": ثنا يوسف بن موسى، نا سلمة بن الفضل، ثنا الحجاج بن أرطاة ، عن عبد الملك بن مغيرة ، عن عبد الله بن المقدام ، عن ابن شداد .

                                                وثنا الحسن بن عرفة، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن عبد الملك بن المغيرة ، عن عبد الله بن المقدام ، عن نسعة بن شداد ، عن أبي ذر -متقاربان في حديثهما- قال: "كنت مع رسول الله -عليه السلام- وهو راكب، فجاء رجل فقال: يا رسول الله، إن الأخر زنى، فأعرض عنه، ثم أتاه الثانية فقال: إن الأخر زنى، فأعرض عنه، ثم عاد الثالثة فقال: إن الأخر زنى، فأعرض عنه، ثم أعاد له الرابعة فقال: إن الأخر زنى، فنزل فأمر برجمه، ثم ركب، ثم نزل فقال: يا أبا ذر، قد غفر لصاحبكم وأدخل الجنة" واللفظ لفظ سلمة بن الفضل .

                                                وقال البزار: لا نعلمهما أي عبد الله بن المقدام وابن شداد ذكرا في حديث مسند إلا في هذا الحديث.

                                                قوله: "إن الأخر" بوزن الكبد، بقصر الهمزة وكسر الخاء المعجمة، ومعناه: الأبعد على الذم، وقيل: الأرذل.

                                                الطريق الثاني: عن علي بن شيبة بن الصلت ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن إبراهيم بن الزبرقان وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به. يروي هو وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة ، عن عبد الملك بن المغيرة ، عن عبد الله بن المقدام بن الورد ، عن نسعة بن شداد ، عن أبي ذر - رضي الله عنه -.

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا يزيد ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي ، عن عبد الله بن المقدام ، عن ابن شداد ، عن أبي ذر قال: "كنا [ ص: 469 ] مع رسول الله -عليه السلام- في سفر، فأتى رجل فقال: إن الآخر قد زنى، فأعرض عنه، ثم ثلث ثم ربع، فنزل النبي -عليه السلام- وقال مرة: فأقر عنده بالزنا فرده أربعا، ثم نزل- فأمرنا فحفرنا له حفرة ليست بالطويلة فرجم، فارتحل رسول الله -عليه السلام- كئيبا حزينا، فسرنا حتى نزل منزلا، فسري عن رسول الله -عليه السلام- فقال: يا أبا ذر، ألم تر إلى صاحبكم; غفر له، وأدخل الجنة".




                                                الخدمات العلمية