الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4868 4869 ص: حدثنا يزيد بن سنان ، قال: ثنا بكر بن بكار ، قال: ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن جون بن قتادة ، عن سلمة بن المحبق: " ( أن رجلا زنى بجارية امرأته فقال النبي -عليه السلام-: إن كان استكرهها فهي حرة، وعليه مثلها، وإن كانت طاوعته فهي له وعليه مثلها". .

                                                حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا القاسم بن سلام بن مسكين ، قال: حدثني أبي ، قال: سألت الحسن ، عن الرجل يقع بجارية امرأته؟ قال: حدثني قبيصة بن حريث الأنصاري ، عن سلمة بن المحبق ، عن النبي -عليه السلام- فذكر مثله، وزاد: "ولم يقم عليه حدا".

                                                التالي السابق


                                                ش: الأول: عن يزيد بن سنان القزاز ، عن بكر بن بكار القيسي البصري، وثقه أبو عاصم النبيل، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: ثقة، ربما يخطئ، عن شعبة بن الحجاج ، عن قتادة ، عن الحسن البصري ، عن جون بن قتادة بن الأعور التميمي، يعد في البصريين، قيل: له صحبة، وقيل: لا صحبة له ولا رؤية، وقال أحمد: لا يعرف، عن سلمة بن المحبق الصحابي، بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الباء المكسورة، وقيل بفتحها، والأول أصح.

                                                وأخرجه الطبراني: ثنا عبدان بن أحمد: ثنا نصر بن علي: ثنا بكر بن بكار .... إلى آخره نحوه.

                                                وقال النسائي: لا يصح هذا الحديث.

                                                وقال ابن المنذر: لا يثبت خبر سلمة بن المحبق .

                                                [ ص: 482 ] وقال الخطابي: هذا حديث منكر، وفيه أمور تخالف الأصول منها: إيجاب المثل في الحيوان، واستجلاب الملك بالزنى، وإسقاط الحد عن البدن، وإيجاب العقوبة في المال، وهذه كلها أمور منكرة لا تخرج على مذهب أحد من الفقهاء، وخليق لأن يكون منسوخا إن كان له أصل في الرواية.

                                                الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن القاسم بن سلام ، عن أبيه سلام بن مسكين الأزدي البصري ، عن الحسن البصري ، عن قبيصة بن حريث البصري ، عن سلمة بن المحبق .

                                                وأخرجه أبو داود: ثنا أحمد بن صالح، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن قبيصة بن حريث ، عن سلمة بن المحبق: "أن رسول الله -عليه السلام- قضى في رجل وقع على جارية امرأته: إن كان استكرهها فهي حرة وعليه لسيدتها مثلها، وإن كانت طاوعته فهي له وعليه لسيدتها مثلها".

                                                قال أبو داود: رواه يونس بن عبيد وعمرو بن دينار ومنصور بن زاذان وسلام ، عن الحسن هذا الحديث بمعناه، لم يذكر يونس ومنصور: قبيصة .

                                                ثنا علي بن الحسين الدرهمي، قال: ثنا عبد الأعلى ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سلمة بن المحبق ، عن النبي -عليه السلام- نحوه، إلا أنه قال: "وإن كانت طاوعته فهي ومثلها من ماله لسيدتها".

                                                وأخرجه النسائي: عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق .... بإسناده نحوه.

                                                وعن محمد بن عبد الله بن بزيع ، عن يزيد بن زريع ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سلمة به، ولم يذكر قبيصة .

                                                [ ص: 483 ] وعن يعقوب بن إبراهيم ، عن ابن علية ، عن يونس ، عن الحسن ، عن سلمة نحوه.

                                                وعن هناد بن السري ، عن عبد السلام بن حرب الملائي ، عن هشام ، عن الحسن ، عن سلمة به مختصرا، وقال: لا تصح هذه الأحاديث.

                                                وأخرجه ابن ماجه: عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عبد السلام بن حرب ، عن هشام بن حسام ، عن الحسن ، عن سلمة به.

                                                وقال البيهقي: وقبيصة بن حريث غير معروف.

                                                وروينا عن أبي داود أنه قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الذي رواه عن سلمة بن المحبق شيخ لا يعرف، لا يحدث عنه غير الحسن -يعني قبيصة بن حريث- وقال البخاري في "تاريخه": قبيصة بن حريث سمع سلمة بن المحبق، في حديثه نظر.




                                                الخدمات العلمية