الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5030 ص: حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا يحيى بن يحيى ، قال: أنا هشيم ، عن خالد الحذاء ، عن القاسم بن ربيعة بن جوشن ، عن عقبة بن أوس السدوسي ، عن رجل من أصحاب النبي -عليه السلام-: " أن رسول الله -عليه السلام- خطب يوم فتح مكة فقال في خطبته: أما إن قتيل خطأ العمد بالسوط والعصا والحجر فيه دية مغلظة، : مائة من الإبل، منها أربعون خلفة، في بطونها أولادها". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح.

                                                ويحيى بن يحيى النيسابوري شيخ مسلم والبخاري .

                                                والقاسم بن ربيعة بن جوشن -بالنون في آخره- الغطفاني الجوشني، وثقه ابن المديني .

                                                وعقبة بن أوس -ويقال: يعقوب بن أوس- السدوسي البصري، قال العجلي: بصري ثقة تابعي.

                                                وأخرجه الدارقطني في "سننه": ثنا الحسين بن إسماعيل القاضي، ثنا العباس بن يزيد البحراني، ثنا يزيد بن زريع وبشر بن المفضل، قالا: ثنا خالد الحذاء ، عن القاسم بن ربيعة ، عن يعقوب بن أوس -قال بشر: وهو الذي كان يقول: محمد بن عقبة بن أوس - عن رجل من أصحاب النبي -عليه السلام-: "أن رسول الله -عليه السلام- لما دخل مكة عام الفتح قال: لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا إن كل مأثرة تعد وتدعى ودم ومال تحت قدمي هاتين، غير سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا وإن في قتيل الخطأ العمد -قتيل السوط والعصا- مائة من الإبل، منها أربعون في بطونها أولادها".

                                                [ ص: 290 ] وهذا الحديث اختلفت الرواية فيه، وساقه البخاري في "التاريخ الكبير" وكذا الدارقطني في "سننه" وقال بعد أن أخرجه بالطريق المذكور: ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا العباس بن يزيد، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا شعبة ، عن أيوب السختياني ، عن القاسم بن ربيعة ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي -عليه السلام- مثله في أسنان الإبل ولم يذكر غير ذلك، كذا رواه أيوب ، عن القاسم بن ربيعة لم يذكر يعقوب بن أوس، وأسنده عن عبد الله بن عمرو .

                                                ورواه علي بن زيد بن جدعان ، عن القاسم بن ربيعة ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب .

                                                كذلك رواه عنه ابن عيينة ومعمر، وخالفهما حماد بن سلمة فرواه عن علي بن زيد ، عن يعقوب السدوسي ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي -عليه السلام-.

                                                لم يذكر القاسم بن ربيعة، وأسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -.

                                                ورواه حميد الطويل ، عن القاسم بن ربيعة ، عن النبي -عليه السلام- قاله حماد بن سلمة عنه.

                                                حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق: ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو سلمة، ثنا وهيب ، عن خالد ، عن القاسم بن ربيعة ، عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو: "أن النبي -عليه السلام- لما فتح مكة قال: لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا إن كل مأثرة كانت تعد أو تدعى تحت قدمي هاتين إلا السدانة والسقاية، ألا وإن قتيل الخطأ شبه العمد -قتيل السوط والعصا- دية مغلظة منها أربعون في بطونها أولادها، يعني مائة من الإبل".

                                                حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين، ثنا إسحاق بن زريق، ثنا إبراهيم بن [ ص: 291 ] خالد، ثنا الثوري ، عن خالد الحذاء ، عن القاسم بن ربيعة ، عن عقبة بن أوس ، عن رجل من أصحاب النبي -عليه السلام- قال: "لما قدم النبي -عليه السلام- مكة .... فذكر نحوه.

                                                قال ابن سكين: "ألا إن قتيل خطأ العمد قتيل السوط والعصا ...." نحوه.

                                                حدثنا أبو حامد محمد بن هارون، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا سفيان بن عيينة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم بن ربيعة ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "قام النبي -عليه السلام- على درج الكعبة يوم الفتح فقال: الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ألا إن قتيل العمد الخطأ -بالسوط أو العصا- مائة من الإبل مغلظة، منها أربعون خلفة، في بطونها أولادها، ألا إن كل مأثرة في الجاهلية -دم ومال- تحت قدمي هاتين إلا ما كان من سدانة البيت أو سقاية الحاج، فإني أمضيتها لأهلها كما كانت".

                                                حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أبنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن ابن عمر قال: "سمعت النبي -عليه السلام- يقول على درج الكعبة .. ثم ذكر نحوه".

                                                وأخرجه أبو داود: نا سليمان بن حرب ومسدد، قالا: ثنا حماد ، عن خالد ، عن القاسم بن ربيعة ، عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو: "أن رسول الله -عليه السلام-قال مسدد: خطب يوم الفتح بمكة فكبر ثلاثا ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده -إلى هاهنا حفظته من مسدد، ثم اتفقا- فقال: ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية تذكر وتدعى من دم أو مال تحت قدمي، إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة البيت، ثم قال: ألا إن دية الخطأ شبه العمد -ما كان بالسوط والعصا- مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها" حديث مسدد أتم.

                                                [ ص: 292 ] قال: ثنا مسدد، قال: ثنا عبد الوارث ، عن علي بن زيد ، عن القاسم بن ربيعة ، عن ابن عمر ، عن النبي -عليه السلام-.

                                                ورواه أيوب عن القاسم بن ربيعة ، عن عبد الله بن عمرو، مثل حديث خالد .

                                                ورواه حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يعقوب السدوسي ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي -عليه السلام- وهو قول زيد وأبي موسى وعمر مثل حديث النبي -عليه السلام-.

                                                وأخرجه النسائي: أنا محمد بن بشار، ثنا عبد الرحمن، نا شعبة ، عن أيوب السختياني ، عن القاسم بن ربيعة ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي -عليه السلام- قال: "قتيل الخطأ شبه العمد -بالسوط أو العصا- مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها".

                                                أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، نا يونس، نا حماد ، عن أيوب ، عن القاسم بن ربيعة: "أن رسول الله -عليه السلام- خطب يوم الفتح ...." مرسل.

                                                أخبرني يحيى بن حبيب بن عربي، ثنا حماد ، عن خالد -يعني الحذاء- عن القاسم بن ربيعة ، عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله: أن رسول الله -عليه السلام- قال: "ألا وإن قتيل الخطأ شبه العمد -ما كان بالسوط والعصا- مائة من الإبل، أربعون في بطونها أولادها".

                                                ثنا محمد بن كامل، ثنا هشيم ، عن خالد ، عن القاسم بن ربيعة ، عن عقبة بن أوس ، عن رجل من أصحاب النبي -عليه السلام- قال: "خطب النبي -عليه السلام- يوم فتح مكة فقال: ألا وإن قتيل الخطأ العمد -بالسوط والعصا والحجر- مائة من الإبل منها أربعون ثنية إلى بازل عامها، كلهن خلفة".

                                                [ ص: 293 ] أنا محمد بن بشار ، عن ابن أبي عدي ، عن خالد ، عن القاسم ، عن عقبة بن أوس، أن رسول الله -عليه السلام- قال: "ألا إن قتيل الخطأ -قتيل السوط والعصا- فيه مائة من الإبل مغلظة، أربعون منها في بطونها أولادها".

                                                أنا إسماعيل بن مسعود، نا بشر بن المفضل ، عن خالد الحذاء ، عن القاسم بن ربيعة ، عن يعقوب بن أوس ، عن رجل من أصحاب النبي -عليه السلام-: "أن رسول الله -عليه السلام- لما دخل مكة يوم الفتح قال: ألا وإن كل قتيل خطأ العمد أو شبه العمد -قتيل السوط والعصا- منها أربعون في بطونها أولادها".

                                                أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، ثنا يزيد، نا خالد ، عن القاسم بن ربيعة ، عن يعقوب بن أوس، أن رجلا من أصحاب النبي -عليه السلام- حدثه: "أن رسول الله -عليه السلام- لما قدم مكة عام الفتح قال: ألا وإن قتيل الخطأ العمد -قتيل السوط والعصا- منها أربعون في بطونها أولادها".

                                                أنا محمد بن عبد الله بن بزيع، ثنا يزيد ، عن خالد ، عن القاسم بن ربيعة ، عن يعقوب بن أوس أن رجلا من أصحاب النبي -عليه السلام- حدثه: "أن النبي -عليه السلام- دخل مكة عام الفتح قال: ألا إن قتيل الخطأ العمد -قتيل السوط والعصا- منها أربعون في بطونها أولادها".

                                                أنا محمد بن منصور، ثنا سفيان، ثنا ابن جدعان، سمعه من القاسم بن ربيعة ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "قام رسول الله -عليه السلام- يوم فتح مكة على درجة الكعبة، فحمد الله وأثنى عليه وقال: الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا إن قتيل العمد الخطأ -بالسوط والعصا شبه العمد- فيه مائة من الإبل مغلظة منها أربعون خلفة في بطونها أولادها".

                                                [ ص: 294 ] ثنا محمد بن المثنى، ثنا سهل بن يوسف، ثنا حميد ، عن القاسم بن ربيعة، أن النبي -عليه السلام- قال: "الخطأ شبه العمد -يعني بالعصا والسوط- مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها".

                                                وأخرجه ابن ماجه: ثنا محمد بن بشار، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا شعبة ، عن أيوب، قال: سمعت القاسم بن ربيعة ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي -عليه السلام- قال: "قتيل الخطأ شبه العمد -قتيل السوط والعصا- مائة من الإبل، أربعون منها خلفة، في بطونها أولادها".

                                                حدثنا محمد بن يحيى، نا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد ، عن خالد الحذاء ، عن قاسم بن ربيعة ، عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي -عليه السلام- نحوه.

                                                ثنا عبد الله بن محمد الزهري، ثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن جدعان، سمعه من القاسم بن ربيعة ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: "أن رسول الله -عليه السلام- قام يوم فتح مكة وهو على درج الكعبة، فحمد الله وأثنى عليه وقال: الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا إن قتيل الخطأ -قتيل السوط والعصا- فيه مائة من الإبل، منها أربعون خلفة في بطونها أولادها، ألا إن كل مأثرة في الجاهلية ودم تحت قدمي هاتين، إلا ما كان من سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا إني قد أمضيتهما لأهلهما كما كانا".

                                                واعلم أن هذا الحديث كما رأيته قد روي عن رجل من أصحاب النبي -عليه السلام- وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، وروي مرسلا أيضا.

                                                [ ص: 295 ] وقال ابن حزم في رواية القاسم بن ربيعة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: هذا خبر مدلس أسقط منه بين القاسم بن ربيعة وبين عبد الله بن عمرو رجل، ثم بين ذلك بروايته عن طريق النسائي ، عن يحيى بن حبيب بن عدي ، عن حماد بن زيد ، عن خالد الحذاء ، عن القاسم بن ربيعة ، عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي -عليه السلام- .... فذكر الخبر.

                                                وعقبة بن أوس مجهول لا يدرى من هو، ولا يصح للقاسم بن ربيعة سماع من عبد الله بن عمرو .

                                                وقال أيضا في رواية يعقوب بن أوس عن رجل من أصحاب النبي -عليه السلام-: إن يعقوب بن أوس مجهول.

                                                ورواه أيضا عن حمام ، عن عباس بن أصبغ ، عن محمد بن عبد الملك بن أيمن ، عن أحمد بن زهير بن حرب ، عن أبيه، عن ابن علية ، عن خالد الحذاء ، عن القاسم بن ربيعة ، عن يعقوب بن أوس رجل من أصحاب النبي -عليه السلام- قال: "خطب رسول الله -عليه السلام-.... الحديث" وقال: يعقوب بن أوس لا صحبة له وهو مجهول.

                                                وقال أيضا في رواية ابن جدعان عن يعقوب السدوسي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: إن ابن جدعان هو علي بن زيد بن جدعان ضعيف جدا، ويعقوب السدوسي مجهول، وقال في رواية القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن عمرو: إن القاسم هذا لم يلق عبد الله بن عمرو قط.

                                                قلت: خبر القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن عمرو بن العاص ليس مدلسا; لأنه يروى عن عبد الله بن عمرو تارة، ويروى عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو تارة، وقال الحافظ المنذري: رواية خالد الحذاء عن القاسم بن [ ص: 296 ] ربيعة عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو يحتمل أن يكون القاسم بن ربيعة سمعه من عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو، وسمعه عن عبد الله بن عمرو، فرواه مرة عن عقبة، ومرة عن عبد الله بن عمرو .

                                                وأما القاسم هذا فإنه ثقة، وثقه ابن المديني وغيره.

                                                وقول ابن حزم: "وعقبة بن أوس مجهول لا يدرى من هو" غير صحيح; لأن العجلي قال فيه: بصري تابعي ثقة، ووثقه ابن حبان وابن سعد، ويقال له: يعقوب بن أوس أيضا، فسقط جميع ما قاله.

                                                قوله: "ألا" للتنبيه، كأنه ينبه المخاطب على أمر يأتيه؛ ليكون على تيقظ منه، والمراد بـ"خطأ العمد": هو شبه العمد.

                                                قوله: "بالسوط" في محل الرفع; لأنه خبر "إن" والمتعلق بمحذوف، والتقدير: ألا إن قتل شبه العمد حاصل بالسوط والحجر، أي بالقتل بالسوط والقتل بالحجر، والمراد بالحجر الحجر الصغير بقرينة السوط، فافهم.

                                                قوله: "فيه دية مغلظة" أي الواجب في هذا القتيل الموصوف بهذا الوصف دية مغلظة، وإنما غلظت الدية فيه؛ لأنه زاد صفة على الخطأ فزيدت صفة في الدية، والدية المغلظة هي مائة من الإبل منها أربعون خلفة -بفتح الخاء المعجمة، وكسر اللام، وفتح الفاء- وهي الحامل من النوق، وتجمع على خلفات وخلائف، وقد خلفت إذا حملت، وأخلفت إذا حالت.

                                                قوله: "المأثرة" بضم الثاء المثلثة، وهي كل ما يؤثر ويذكر من مكارم الجاهلية ومفاخرتهم التي تؤثر عنهم، أي تذكر وتروى.

                                                قوله: "تحت قدمي" معناه إبطالها وإسقاطها.

                                                قوله: "وسقاية الحاج" يعني سقي الناس من زمزم.

                                                قوله: "والسدانة" بكسر السين المهملة، وهي خدمة البيت شرفه الله والقيام بأمره، والسادن: خادم الكعبة، والجمع السدنة، وقد سدن يسدن -بالضم- [ ص: 297 ] سدنا وسدانة، وكانت السدانة لبني عبد الدار في الجاهلية، والسقاية في بني هاشم، فأقرها رسول الله -عليه السلام- لهم في الإسلام.

                                                ويستنبط منه أحكام:

                                                الأول: فيه إثبات شبه العمد، وذهب إليه النخعي والشعبي وعطاء وطاوس ومسروق والحكم بن عتيبة وعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وسعيد بن المسيب وقتادة والزهري وأبو الزناد وحماد بن أبي سليمان والثوري والأوزاعي وعبد الله بن شبرمة وعثمان البتي والحسن بن حي وأبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد والشافعي وأحمد .

                                                وروي ذلك عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي موسى الأشعري - رضي الله عنهم -.

                                                وقال مالك: ليس في كتاب الله -عز وجل- إلا الخطأ والعمد، وأما شبه العمد فلا نعرفه. وهو مذهب الظاهرية أيضا.

                                                وقال ابن حزم: القتل قسمان: عمد وخطأ; برهان ذلك الآيتان في القرآن، فلم يجعل -عز وجل- في القتل قسما ثالثا.

                                                قلت: الحديث المذكور حجة عليهم.

                                                الثاني: فيه أن دية شبه العمد مغلظة، وهي مائة كما ذكرنا.

                                                الثالث: استدل بظاهر الحديث محمد بن الحسن والشافعي: أن الدية في شبه العمد مائة: ثلاثون حقة، وثلاثون جذعة، وأربعون خلفة.

                                                وروي ذلك عن عطاء وطاوس والحسن والزهري .

                                                وعند أبي حنيفة: دية شبه العمد أرباع: خمس وعشرون بنت مخاض، وخمس وعشرون بنت لبون، وخمس وعشرون حقة، وخمس وعشرون جذعة.

                                                وبه قال أبو يوسف، وهو مذهب عبد الله بن مسعود. [ ص: 298 ] روى سعيد بن منصور: عن أبي عوانة ، عن منصور بن المعتمر ، عن النخعي، أن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال في دية العمد: "أرباعا: خمس وعشرون جذعة، وخمس وعشرون حقة، وخمس وعشرون بنت مخاض، وخمس وعشرون بنات لبون".

                                                الرابع: مسألة الكتاب، ويجيء بيانه عن قريب إن شاء الله تعالى.




                                                الخدمات العلمية