الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5021 5022 ص: حدثنا ابن أبي عمران ، وابن أبي داود ، قالا: ثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال: ثنا غندر ، عن شعبة ، عن مغيرة ، عن شباك ، عن إبراهيم ، عن هني بن نويرة ، عن علقمة ، عن عبد الله ، عن النبي -عليه السلام- قال: " أحسن الناس قتلة أهل الإيمان". .

                                                حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا عمرو بن عون ، قال: ثنا هشيم ، عن مغيرة ، عن إبراهيم -ولم يذكر شيئا عن هني- عن علقمة ، عن عبد الله ، عن النبي -عليه السلام- مثله.

                                                [ ص: 271 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 271 ] ش: هذان طريقان:

                                                الأول: عن أحمد بن أبي عمران موسى الفقيه البغدادي ، وإبراهيم بن أبي داود البرلسي، كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة شيخ الشيخين، عن غندر -هو محمد بن جعفر البصري روى له الجماعة- عن شعبة بن الحجاج .

                                                عن مغيرة بن مقسم الضبي .

                                                عن شباك -بكسر الشين المعجمة، وبالباء الموحدة المخففة، وبعد الألف كاف- هو الضبي الكوفي الأعمى .

                                                عن إبراهيم النخعي .

                                                عن هني -بضم الهاء، وفتح النون- بن نويرة -بضم النون، وفتح الواو، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الراء- الضبي الكوفي، قال أبو داود: كان من العباد.

                                                عن علقمة بن قيس النخعي ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.

                                                وأخرجه أبو داود: ثنا محمد بن عيسى وزياد بن أيوب، قالا: ثنا هشيم، قال: أنا المغيرة ، عن شباك ، عن إبراهيم ، عن هني بن نويرة ، عن علقمة ، عن عبد الله قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "أعف الناس قتلة أهل الإيمان".

                                                فإن قيل: ما حال إسناد هذا الحديث؟

                                                قلت: جيد حسن، ورجاله ثقات.

                                                فإن قيل: ابن حزم أخرجه في "المحلى" من طريق أبي داود، ثم قال: وهذا وإن لم يصح -لأن فيه هني بن نويرة، وهو مجهول- فمعناه صحيح; لأن أعف قتلة من قتل كما أمر الله -عز وجل- فاعتدى بمثل ما اعتدى المقتص منه على وليه ظلما، [ ص: 272 ] وما عف قط في قتله من ضرب عنق من لم يضرب عنق وليه، بل هو متعد ظالم، فاعل ما لم يبحه الله له قط.

                                                قلت: هني ليس بمجهول، بل هو مشهور، قتله شبيب الجارحي فأرسل إلى أهله بالدية، فأبوا أن يقبلوها.

                                                قال أبو داود: كوفي كان من العباد، وذكره ابن حبان في "الثقات".

                                                وأما نفيه كلامه فيرده قوله -عليه السلام-: "لا قود إلا بالسيف" .

                                                قوله: "قتلة" بكسر القاف: الحالة من القتل; لأن الفعلة -بالكسر- للحالة، وبالفتح للمرة.

                                                الطريق الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن عمرو بن عون الواسطي ، عن هشيم بن بشير ، عن مغيرة بن مقسم الضبي ، عن إبراهيم النخعي ، عن هني ، عن علقمة ، عن عبد الله. ولم يذكر إبراهيم في روايته هذه: "شباكا".

                                                وأخرجه ابن ماجه ولكن نحو الرواية الأولى.




                                                الخدمات العلمية