الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6013 6014 6015 ص: وقد روي أيضا عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن رسول الله -عليه السلام- ما يدل على أن الشفعة تجب بالشرك في الطريق:

                                                حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا نعيم ، قال: ثنا الفضل بن موسى ، عن أبي حمزة السكري ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الشريك شفيع، والشفعة في كل شيء".

                                                حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا يوسف بن عدي ، قال: ثنا ابن إدريس ، عن [ ص: 212 ] ابن جريج ، عن عطاء ، عن جابر - رضي الله عنه - قال: " قضى رسول الله -عليه السلام- بالشفعة في كل شيء، . فلما كان الشريك في الطريق سمي شريكا، كان داخلا في ذلك".

                                                التالي السابق


                                                ش: ذكر هذا حجة على من يقول من أهل المقالة الأولى: إن الشفعة لا تجب إلا لشريك لم يقاسم; وذلك لأن قوله -عليه السلام-: "الشريك شفيع" أعم من أن يكون شريكا قاسم أو شريكا لم يقاسم، وسواء كان شريكا في حق المبيع أو شريكا في نفس المبيع.

                                                وأخرج في ذلك عن ابن عباس ، وجابر بن عبد الله - رضي الله عنهم -.

                                                أما عن ابن عباس فأخرجه بإسناد صحيح، عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن نعيم بن حماد المروزي الفارضي الأعور شيخ البخاري في المقرنات، عن الفضل بن موسى السيناني أحد أصحاب أبي حنيفة ، عن أبي حمزة -بالحاء المهملة والزاي المعجمة- محمد بن ميمون المروزي السكري ، عن عبد العزيز بن رفيع الأسدي المكي ، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة زهير المكي الأحول قاضي عبد الله بن الزبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.

                                                وأخرجه البيهقي من حديث نعيم بن حماد .... إلى آخره.

                                                وأخرجه الدارقطني: عن البغوي ، عن الحسين بن حريث ، عن الشيباني ، عن أبي حمزة نحوه.

                                                وقال الدارقطني: خالفه شعبة وإسرائيل وعمرو بن أبي قيس وأبو بكر بن عياش، رووه عن عبد العزيز ، عن ابن أبي مليكة مرسلا، وهو الصواب.

                                                وأما عن جابر فأخرجه عن محمد بن خزيمة بن راشد ، عن يوسف بن عدي شيخ البخاري ، عن عبد الله بن إدريس الكوفي ، عن عبد الملك بن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر .

                                                [ ص: 213 ] وهذا إسناد صحيح.

                                                وأخرجه القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن مسلمة المعروف بابن أبي حنيفة من طريق أبي جعفر، نحوه .




                                                الخدمات العلمية