الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6419 ص: حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود ، قال: ثنا هشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي كثير ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -عليه السلام-: " الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة". .

                                                6420 حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: ثنا أبو عاصم ، عن الأوزاعي ، وعكرمة بن عمار ، عن أبي كثير. ،

                                                وهشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي كثير ، عن أبي هريرة ، عن النبي -عليه السلام- مثله.

                                                6421 حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا عبد الله بن حمران ، قال: ثنا عقبة بن التوم الرقاشي، قال: حدثني أبو كثير اليمامي ، قال: "دخلت من اليمامة إلى المدينة ، لما أكثر الناس في [ ص: 35 ] الاختلاف في النبيذ لألقى أبا هريرة ، فأسأله عن ذلك، فلقيته، فقلت: يا أبا هريرة ، إني أتيتك من اليمامة أسألك عن النبيذ، فحدثني عن النبي -عليه السلام- لا تحدثني عن غيره، فقال: سمعت النبي -عليه السلام- يقول: "الخمر من الكرمة والنخلة".

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه ثلاث طرق صحاح:

                                                الأول: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي الحافظ ، عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير الطائي ، عن أبي كثير السحيمي الغبري اليمامي الأعمى، قيل: اسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة، وقيل يزيد بن عبد الله بن أذينة، وقيل: ابن غفيلة . وثقه أبو حاتم وغيره، روى له الجماعة، البخاري في غير "الصحيح".

                                                وأخرجه الجماعة غير البخاري:

                                                فمسلم: عن زهير بن حرب ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن الحجاج بن أبي عثمان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة".

                                                وعن محمد بن عبد الله بن نمير ، عن أبيه، عن الأوزاعي ، عن أبي كثير ، عن أبي هريرة نحوه.

                                                وعن زهير بن حرب ، وأبي كريب ، عن وكيع ، عن الأوزاعي وعكرمة بن عمار ، وعقبة بن التوم ، عن أبي كثير ، عن أبي هريرة .

                                                وأبو داود: عن موسى بن إسماعيل ، عن أبان ، عن يحيى ، عن أبي كثير، به.

                                                والترمذي: عن أحمد بن محمد ، عن ابن المبارك ، عن الأوزاعي وعكرمة بن عمار ، عن أبي كثير، به.

                                                [ ص: 36 ] وقال: حسن صحيح.

                                                والنسائي: سويد ، عن عبد الله، وعن حميد بن مسعدة ، عن سفيان بن حبيب، جميعا عن الأوزاعي ، عن أبي كثير، به.

                                                وعن زياد بن أيوب: عن ابن علية ، عن حجاج الصواف ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي كثير، به.

                                                وابن ماجه: عن يزيد بن عبد الله اليمامي ، عن عكرمة بن عمار ، عن أبي كثير، به.

                                                الثاني: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد -شيخ البخاري- عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ...إلى آخره.

                                                وأخرجه مسلم نحوه، وقد ذكرناه.

                                                الثالث: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن عبد الله بن حمران بن عبد الله القرشي الأموي البصري ، عن عقبة بن التوم الرقاشي ، عن أبي كثير ...إلى آخره.

                                                وأخرجه مسلم أيضا نحوه.

                                                قوله: "الخمر من هاتين الشجرتين" يقتضي بحسب الظاهر أن تنحصر الخمر على هذين الصنفين؛ لأن قوله: "الخمر" اسم للجنس، فاستوعب بذلك جميع ما سمي خمرا، فانتفى بذلك أن يكون الخارج من غيرهما يسمى باسم الخمر، ولكن أصحابنا الحنفية خصصوا الخمر بعصير العنب المشتد، فأخرجوا ما يتخذ [ ص: 37 ] من التمر من جنس الخمر، وأولوا الحديث بتأويل يأتي ذكره عن قريب مستقصى إن شاء الله.




                                                الخدمات العلمية