الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7398 ص: وقد روي عنه أيضا في ذلك ما حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا أبو الوليد ، وعفان ، عن أبي عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي هريرة قال: " لما نزلت: وأنذر عشيرتك الأقربين قام نبي الله -عليه السلام- فنادى: يا بني كعب بن لؤي ، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف ، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم ، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد ، أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئا، غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها". .

                                                ففي هذا الحديث أنه دعى معهم بني أبيه السابع لأب، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. .

                                                [ ص: 209 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 209 ] ش: أي قد روي عن النبي -عليه السلام- أيضا في معنى القرابة في الأب السابع.

                                                أخرجه بإسناد صحيح عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري ، وعفان بن مسلم الصفار، شيخ أحمد، كلاهما عن أبي عوانة الوضاح اليشكري ، عن عبد الملك بن عمير ، عن موسى ابن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه مسلم: نا قتيبة وزهير بن حرب، قالا: ثنا جرير ، عن عبد الملك ابن عمير ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي هريرة قال: "لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين دعى رسول الله -عليه السلام- قريشا فاجتمعوا، فعم وخص، فقال: يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار؛ فإني لا أملك لكم من الله شيئا، غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها".

                                                وأخرجه أيضا: عن القواريري ، عن أبي عوانة ...إلى آخره نحو رواية الطحاوي .

                                                وأخرجه الترمذي والنسائي أيضا.

                                                قوله: "أنقذوا" من الإنقاذ وهو التخليص والإنجاء، يقال: أنقذه من فلان واستنقذه منه وينقذه بمعنى، أي نجاه وخلصه.

                                                [ ص: 210 ] قوله: "سأبلها ببلالها" أي أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئا. والبلال جمع بلل، وقيل: هو كل ما بل الحلق من ماء أو لبن أو غيره.

                                                قال عياض في "شرح مسلم": رويناه بكسر الباء. قال أبو عمر: يقال: بللت رحمي بلا وبلالا وبللا. قال الأصمعي: وصلتها ونديتها بالصلة، وقال الخطابي: ببلالها بالفتح كالملال، وقال الهروي: البلال جمع بلل كجمل وجمال.




                                                الخدمات العلمية