الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7451 ص: وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلاف ذلك.

                                                حدثنا علي بن زيد ، قال: ثنا عبدة ، قال: أنا ابن المبارك ، قال: أنا أبان بن تغلب ، عن الحكم ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد: " ، أن ابنة حمزة - رضي الله عنهما - أعتقت مولى لها، فمات المولى وتركها وترك ابنته، فأعطاها النبي -عليه السلام- النصف، وأعطى بنت حمزة النصف". .

                                                [ ص: 272 ] 7452 حدثنا علي، قال: ثنا عبدة، قال: أنا ابن المبارك ، قال: أنا شعبة ، عن الحكم، قال: "سمعت عبد الله بن شداد يقول: هي أختي....". ثم ذكر مثله.

                                                7453 حدثنا علي ، قال: ثنا عبدة ، قال: أنا ابن المبارك ، قال: أنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، قال: "انتهيت إلى عبد الله بن شداد ، وهو يحدث القوم، ، وهو يقول: هي أختي، ، فسألتهم فقالوا: ذكوان وهو مولى لابنة حمزة - رضي الله عنه -...ثم ذكر مثله.

                                                7454 حدثنا علي ، قال: ثنا عبدة ، قال: أنا ابن المبارك ، قال: أنا سفيان ، عن منصور بن حيان الأسدي ، عن عبد الله بن شداد ، عن النبي -عليه السلام- مثله.

                                                7455 حدثنا علي ، قال: ثنا عبدة ، قال: أنا ابن المبارك ، قال: أنا جرير بن حازم ، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، ، وأبي فزارة ، قالا: ثنا عبد الله بن شداد ... ، فذكر مثله ثم قال: " هل تدرون ما بيني وبينها؟ هي أختي من أمي، كانت أمنا أسماء بنت عميس الخثعمية". .

                                                فهذا رسول الله -عليه السلام- قد ورث ابنة حمزة من مولاها ما بقي بعد نصيب ابنته بحق فرض الله -عز وجل- لها، ولم يرد ما بقي على البنت، فدلت هذه الآثار أن مولى العتاقة أولى بالميراث من الرحم الذي ليس بعصبة.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وقد روي عن النبي -عليه السلام- خلاف ما روي عن عمر ، وعلي ، وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم - في حكم الولاء، وهو أن مولى العتاقة أولى بالميراث من الرحم الذي ليس بعصبة، ألا ترى أن النبي -عليه السلام- قد ورث ابنة حمزة من مولاها ما بقي بعد نصيب بنته وهو النصف ولم يرد ذلك على البنت.

                                                وأخرجه من خمس طرق:

                                                الأول: عن علي بن زيد الفرائضي ، عن عبدة بن سليمان المروزي ، عن عبد الله بن المبارك ، عن أبان بن تغلب الربعي الكوفي ، عن الحكم بن عتيبة ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي المدني: "أن ابنة حمزة...." إلى آخره.

                                                [ ص: 273 ] وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكنه منقطع.

                                                وأخرجه البيهقي: من حديث شعبة ، عن الحكم ، عن عبد الله بن شداد: "أن ابنة حمزة أعتقت غلاما لها، فتوفي وترك ابنة وابنة حمزة، فزعم أن النبي -عليه السلام- قسم لها النصف ولابنته النصف".

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة: عن وكيع ، عن شعبة ... إلى آخره نحوه.

                                                وابنة حمزة اسمها فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب القرشية الهاشمية ابنة عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: اسمها أمامة، وقيل: عمارة، قاله أبو نعيم، وتكنى أم الفضل، وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر: هي أخت عبد الله بن شداد لأمه، وكذا جاء في رواية أخرى على ما يجيء عن الحكم، قال: سمعت عبد الله بن شداد يقول: هي أختي.

                                                وقال البيهقي: روي عن سلمة والشعبي عن عبد الله بن شداد، والحديث منقطع.

                                                وابن شداد أخو بنت حمزة من الرضاعة.

                                                قلت: هذا غلط، بل أخوها لأمها.

                                                قد أخرج أبو داود في "المراسيل" بسند صحيح عنه أنه قال: "أتدرون ما ابنة حمزة مني؟ قال: كانت أختي لأمي".

                                                وكذا في رواية الطحاوي -رحمه الله-، وقال ابن سعد: أم عبد الله بن شداد سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس كانت تحت حمزة - رضي الله عنه - فولدت له عمارة، وقيل: فاطمة، وقتل عنها يوم أحد، فتزوجها شداد بن الهاد، فولدت له عبد الله .

                                                [ ص: 274 ] قلت: أم عبد الله بن شداد سلمى بنت عميس الخثعمية، أخت أسماء بنت عميس وكانتا أختي ميمونة بنت الحارث زوج النبي -عليه السلام-، وأختي أم الفضل بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب، وأختي لبابة الصغرى بنت الحارث لأمهن، وأمهن هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن حمير.

                                                وكانت أمه تحت حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه -، فولدت له ابنته عمارة، ويقال: فاطمة، ويقال: أمامة، ويقال: أم الفضل، وقتل عنها يوم أحد، فتزوجها شداد بن الهاد فولدت له عبد الله بن شداد وهو أخو فاطمة بنت حمزة لأمه، وابن خالة عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد ، وعبد الله بن جعفر - رضي الله عنهم -.

                                                الثاني: عن علي بن زيد أيضا، عن عبدة بن سليمان ، عن عبد الله بن المبارك ، عن شعبة بن الحجاج ، عن الحكم بن عتيبة قال: سمعت عبد الله بن شداد .

                                                وهذا أيضا سند صحيح ولكنه منقطع.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة نحوه: عن وكيع ، عن شعبة .

                                                الثالث: عن علي بن زيد أيضا، عن عبدة بن سليمان ، عن عبد الله بن المبارك ، عن سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن عبد الله بن شداد .

                                                وهذا أيضا مثل ما قبله من صحة السند وانقطاعه.

                                                الرابع: عن علي بن زيد أيضا، عن عبدة بن سليمان ، عن عبد الله بن المبارك ، عن سفيان الثوري ، عن منصور بن حيان الأسدي ، عن عبد الله بن شداد. وهذا مثل ما قبله.

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه": من حديث سفيان ، عن منصور بن حيان الأسدي ، عن عبد الله بن شداد، قال: "مات مولى لابنة حمزة وترك ابنة وابنة حمزة، فجعل رسول الله -عليه السلام- لابنته النصف، ولابنة حمزة النصف".

                                                [ ص: 275 ] الخامس: عن علي بن زيد أيضا، عن عبدة بن سليمان ، عن عبد الله بن المبارك ، عن جرير بن حازم ، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي الضبي، وعن أبي فزارة راشد بن كيسان العبسي الكوفي، كلاهما عن عبد الله بن شداد .

                                                وهذا أيضا مثل ما قبله.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة نحوه: ثنا ابن إدريس ، عن الشيباني ، عن عبيد بن أبي الجعد ، عن عبد الله بن شداد قال: لا تدري ما ابنة حمزة مني؟ هي أختي لأمي، أعتقت رجلا فمات، فقسم ميراثه بين ابنته وبينها، قال: على عهد رسول الله -عليه السلام-".




                                                الخدمات العلمية