الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بعد ) فيه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد البراز أبعد " وفي أخرى يتبعد ، وفي أخرى يبعد في المذهب ، أي الذهاب عند قضاء الحاجة .

                                                          ( س ) وفيه : " أن رجلا جاء فقال : إن الأبعد قد زنى " معناه المتباعد عن الخير والعصمة .

                                                          [ ص: 140 ] يقال بعد بالكسر عن الخير فهو باعد ، أي هالك ، والبعد الهلاك . والأبعد الخائن أيضا .

                                                          ومنه قولهم : " كب الله الأبعد لفيه " .

                                                          * وفي شهادة الأعضاء يوم القيامة : " بعدا لكن وسحقا " أي هلاكا . ويجوز أن يكون من البعد ضد القرب .

                                                          ( س ) وفي حديث قتل أبي جهل : " هل أبعد من رجل قتلتموه " كذا جاء في سنن أبي داود ، ومعناها : أنهى وأبلغ ; لأن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أبعد فيه . وهذا أمر بعيد ، أي لا يقع مثله لعظمه . والمعنى أنك استعظمت شأني واستبعدت قتلي ، فهل هو أبعد من رجل قتله قومه . والروايات الصحيحة : أعمد بالميم .

                                                          ( س ) وفي حديث مهاجري الحبشة : " وجئنا إلى أرض البعداء " هم الأجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم ، واحدهم بعيد .

                                                          * وفي حديث زيد بن أرقم : " أن رسول الله خطبهم فقال : أما بعد " قد تكررت هذه اللفظة في الحديث ، وتقدير الكلام فيها : أما بعد حمد الله تعالى فكذا وكذا . وبعد من ظروف المكان التي بابها الإضافة ، فإذا قطعت عنها وحذف المضاف إليه بنيت على الضم كقبل . ومثله قوله تعالى : لله الأمر من قبل ومن بعد أي من قبل الأشياء ومن بعدها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية