الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جلل ) في أسماء الله تعالى : " ذو الجلال والإكرام " الجلال : العظمة .

                                                          * ومنه الحديث : " ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام " .

                                                          * ومنه الحديث الآخر : " أجلوا الله يغفر لكم " أي قولوا يا ذا الجلال والإكرام . وقيل : أراد عظموه . وجاء تفسيره في بعض الروايات : أي أسلموا . ويروى بالحاء المهملة ، وهو كلام أبي الدرداء في الأكثر .

                                                          * ومن أسماء الله تعالى : " الجليل " وهو الموصوف بنعوت الجلال ، والحاوي جميعها هو الجليل [ ص: 288 ] المطلق ، وهو راجع إلى كمال الصفات ، كما أن الكبير راجع إلى كمال الذات ، والعظيم راجع إلى كمال الذات والصفات .

                                                          * وفي حديث الدعاء : اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله أي صغيره وكبيره . ويقال : ما له دق ولا جل .

                                                          ( س ) ومنه حديث الضحاك بن سفيان : " أخذت جلة أموالهم " أي العظام الكبار من الإبل . وقيل هي المسان منها . وقيل هو ما بين الثني إلى البازل . وجل كل شيء بالضم . معظمه ، فيجوز أن يكون أراد : أخذت معظم أموالهم .

                                                          ( س ) ومنه حديث جابر - رضي الله عنه - : " تزوجت امرأة قد تجالت " أي أسنت وكبرت .

                                                          ( س ) وحديث أم صبية : " كنا نكون في المسجد نسوة قد تجاللن " أي كبرن . يقال : جلت فهي جليلة ، وتجالت فهي متجالة .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " فجاء إبليس في صورة شيخ جليل " أي مسن .

                                                          ( هـ ) وفيه : أنه نهى عن أكل الجلالة وركوبها الجلالة من الحيوان : التي تأكل العذرة ، والجلة البعر ، فوضع موضع العذرة . يقال جلت الدابة الجلة ، واجتلتها ، فهي جالة ، وجلالة : إذا التقطتها .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " فإنما قذرت عليكم جالة القرى " .

                                                          ( هـ ) والحديث الآخر : فإنما حرمتها من أجل جوال القرية الجوال بتشديد اللام : جمع جالة ، كسامة وسوام .

                                                          * ومنه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : " قال له رجل : إني أريد أن أصحبك ، قال لا تصحبني على جلال " وقد تكرر ذكرها في الحديث . فأما أكل الجلالة فحلال إن لم يظهر النتن في لحمها ، وأما ركوبها فلعله لما يكثر من أكلها العذرة والبعر ، وتكثر النجاسة على أجسامها [ ص: 289 ] وأفواهها ، وتلمس راكبها بفمها وثوبه بعرقها وفيه أثر العذرة أو البعر فيتنجس . والله أعلم .

                                                          ( س ) وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : " قال له رجل : التقطت شبكة على ظهر جلال " هو اسم لطريق نجد إلى مكة .

                                                          ( س ) وفي حديث سويد بن الصامت : قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لعل الذي معك مثل الذي معي ، فقال : وما الذي معك ؟ قال : مجلة لقمان كل كتاب عند العرب مجلة ، يريد كتابا فيه حكمة لقمان .

                                                          ( س ) ومنه حديث أنس - رضي الله عنه - : " ألقى إلينا مجال " هي جمع مجلة ، يعني صحفا . قيل : إنها معربة من العبرانية ، وقيل عربية . وهي مفعلة من الجلال ، كالمذلة من الذل .

                                                          * وفيه : " أنه جلل فرسا له سبق بردا عدنيا " أي جعل البرد له جلا .

                                                          * ومنه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - : " أنه كان يحلل بدنه القباطي " .

                                                          ( س ) وحديث علي - رضي الله عنه - : " اللهم جلل قتلة عثمان خزيا " أي غطهم به وألبسهم إياه كما يتجلل الرجل بالثوب .

                                                          ( س ) وحديث الاستسقاء : " وابلا مجللا " أي يجلل الأرض ، بمائه ، أو بنباته . ويروى بفتح اللام على المفعول .

                                                          ( س ) وفي حديث العباس - رضي الله عنه - : " قال يوم بدر : القتل جلل ما عدا محمدا " أي هين يسير . والجلل من الأضداد ، يكون للحقير والعظيم .

                                                          ( س ) وفيه : " يستر المصلي " مثل مؤخرة الرجل في مثل جلة السوط " أي في مثل غلظه .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أبي بن خلف : إن عندي فرسا أجلها كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليها ، فقال : بل أنا أقتلك عليها إن شاء الله أي أعلفها إياه ، فوضع الإجلال موضع الإعطاء ، وأصله من الشيء الجليل .

                                                          ( س ) وفي شعر بلال - رضي الله عنه - :

                                                          ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل

                                                          الجليل : الثمام ، واحده جليلة . وقيل هو الثمام إذا عظم وجل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية