الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حرز ) * في حديث يأجوج ومأجوج : فحرز عبادي إلى الطور أي ضمهم إليه ، واجعله لهم حرزا . يقال : أحرزت الشيء أحرزه إحرازا إذا حفظته وضممته إليك وصنته عن الأخذ .

                                                          ومنه حديث الدعاء : اللهم اجعلنا في حرز حارز أي كهف منيع . وهذا كما يقال : شعر شاعر ، فأجرى اسم الفاعل صفة للشعر ، وهو لقائله ، والقياس أن يقول حرز محرز ، أو حرز حريز ، لأن الفعل منه أحرز ، ولكن كذا روي ، ولعله لغة .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث الصديق : " أنه كان يوتر من أول الليل ويقول :

                                                          واحرزا وأبتغي النوافلا

                                                          ويروى : " أحرزت نهبي وأبتغي النوافل " يريد أنه قضى وتره ، وأمن فواته ، وأحرز أجره ، فإن استيقظ من الليل تنفل ، وإلا فقد خرج من عهدة الوتر . والحرز بفتح الراء : المحرز فعل بمعنى مفعل ، والألف في واحرزا منقلبة عن ياء الإضافة ، كقولهم يا غلاما أقبل ، في يا غلامي ، والنوافل : الزوائد . وهذا مثل للعرب يضرب لمن ظفر بمطلوبه وأحرزه ثم طلب الزيادة .

                                                          [ ص: 367 ] ( هـ ) وفي حديث الزكاة : لا تأخدوا من حرزات أموال الناس شيئا أي من خيارها . هكذا يروى بتقديم الراء على الزاي ، وهو جمع حرزة بسكون الراء ، وهي خيار المال ; لأن صاحبها يحرزها ويصونها . والرواية المشهورة بتقديم الزاي على الراء ، وسنذكرها في بابها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية