الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أنس ) في حديث هاجر وإسماعيل " فلما جاء إسماعيل عليه السلام كأنه آنس شيئا " أي أبصر ورأى شيئا لم يعهده . يقال آنست منه كذا : أي علمت ، واستأنست : أي استعلمت .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه " كان إذا دخل داره استأنس وتكلم " أي استعلم وتبصر قبل الدخول .

                                                          * ومنه الحديث ألم تر الجن وإبلاسها ، ويأسها من بعد إيناسها أي أنها يئست مما كانت تعرفه وتدركه من استراق السمع ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                          * ومنه حديث نجدة الحروري وابن عباس " حتى يؤنس منه الرشد " أي يعلم منه كمال العقل وسداد الفعل وحسن التصرف . وقد تكرر في الحديث .

                                                          ( س ) وفيه : " أنه نهى عن الحمر الإنسية يوم خيبر " يعني التي تألف البيوت . والمشهور فيها [ ص: 75 ] كسر الهمزة منسوبة إلى الإنس وهم بنو آدم ، الواحد إنسي . وفي كتاب أبي موسى ما يدل على أن الهمزة مضمومة ، فإنه قال : هي تألف البيوت والأنس ، وهو ضد الوحشة ، والمشهور في ضد الوحشة الأنس بالضم ، وقد جاء فيه الكسر قليلا . قال ورواه بعضهم بفتح الهمزة والنون ، وليس بشيء . قلت : إن أراد أن الفتح غير معروف في الرواية فيجوز ، وإن أراد أنه ليس بمعروف في اللغة فلا ، فإنه مصدر أنست به آنس أنسا وأنسة .

                                                          * وفيه : لو أطاع الله الناس في الناس لم يكن ناس قيل معناه أن الناس إنما يحبون أن يولد لهم الذكران دون الإناث ، ولو لم يكن الإناث ذهبت الناس . ومعنى أطاع : استجاب دعاءهم .

                                                          * وفي حديث ابن صياد قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم : انطلقوا بنا إلى أنيسيان قد رابنا شأنه هو تصغير إنسان جاء شاذا على غير قياس ، وقياس تصغيره أنيسان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية