الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أنق ) في حديث قزعة مولى زياد " سمعت أبا سعيد يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع فآنقنني " أي أعجبنني . والأنق بالفتح الفرح والسرور ، والشيء الأنيق المعجب . والمحدثون يروونه أينقنني ، وليس بشيء . وقد جاء في صحيح مسلم : " لا أينق بحديثه " أي لا أعجب ، وهي كذا تروى .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه " إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات أتأنق فيهن " أي أعجب بهن ، وأستلذ قراءتهن ، وأتتبع محاسنهن .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عبيد بن عمير " ما من عاشية أطول أنقا ولا أبعد شبعا من طالب العلم " أي أشد إعجابا واستحسانا محبة ورغبة . والعاشية من العشاء وهو الأكل في الليل .

                                                          [ ص: 77 ] * وفي كلام علي رضي الله عنه " ترقيت إلى مرقاة يقصر دونها الأنوق " هي الرخمة لأنها تبيض في رءوس الجبال والأماكن الصعبة فلا يكاد يظفر بها .

                                                          * ومنه حديث معاوية " قال له رجل : افرض لي ، قال : نعم ، قال : ولولدي ، قال : لا ، قال : ولعشيرتي ، قال : لا ، ثم تمثل بقول الشاعر :

                                                          طلب الأبلق العقوق فلما لم يجده أراد بيض الأنوق

                                                          العقوق : الحامل من النوق ، والأبلق من صفات الذكور ، والذكر لا يحمل ، فكأنه قال : طلب الذكر الحامل وبيض الأنوق ، مثل يضرب للذي يطلب المحال الممتنع . ومنه المثل " أعز من بيض الأنوق ، والأبلق العقوق " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية